الذهب يلامس مستويات قياسية جديدة بدعم من ضعف الين وتزايد رهانات خفض الفائدة الأمريكية
ارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات غير مسبوقة خلال التداولات الآسيوية المبكرة يوم الاثنين، في ظل ضعف حاد يشهده الين الياباني واستمرار الرهانات على قيام مجلس
الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة خلال الشهر الجاري.
كما تلقى المعدن النفيس دعماً إضافياً من حالة القلق السائدة في الأسواق بشأن احتمالية إغلاق الحكومة الأمريكية، بعد أن أحرز المشرّعون تقدماً محدوداً نحو تمرير مشروع قانون الإنفاق،
مما زاد من إقبال المستثمرين على الذهبب كملاذ آمن.
سجل الذذهببب الفوري ارتفاعاً بنسبة 0.8% ليصل إلى مستوى قياسي عند 3,920.31 دولار للأونصة، فيما ارتفعت عقود الذهبب الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة مماثلة إلى 3,944.45 دولار للأونصة،
ما يعكس استمرار الزخم الصعودي للمعدن الأصفر في ظل تراجع الثقة بالعملات الرئيسية.

تأثير سياسي يضغط على الين الياباني
جاء هذا الارتفاع الحاد في أسعار الذهبب تزامناً مع تدهور الين الياباني الذي شهد انخفاضاً ملحوظاً بعد انتخاب ساناي تاكايتشي زعيمة للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم،
ما يمهّد لتوليها رئاسة الوزراء في اليابان.
وتُعرف تاكايتشي بمواقفها المالية المتساهلة، الأمر الذي يقلل من احتمالات إقدام بنك اليابان على تشديد السياسة النقدية في المدى القريب.
نتيجة لذلك، قفز زوج الدولار/ين بنسبة 1.4% إلى 149.58 ين، في إشارة إلى استمرار الضغوط على العملة اليابانية، وهو ما عزز بدوره الطلب على الذهببب كأصل تحوطي بديل في ظل تقلبات أسعار الصرف.
الأسواق الأمريكية تراهن على خفض الفائدة
على الجانب الآخر، ازدادت قناعة المستثمرين بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيقدم على خفض
أسعار الفائدة مجدداً خلال اجتماعه في أكتوبر الجاري، حيث أظهرت بيانات CME FedWatch أن الأسواق تسعّر احتمالية تتجاوز 99% لخفض بمقدار 25 نقطة أساس.
هذا التوجه دفع الدولار الأمريكي إلى التراجع، كما انخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما زاد من جاذبية الذهببب لدى المستثمرين الباحثين عن الأمان في ظل تباطؤ التوقعات الاقتصادية.
ورغم استمرار المخاوف بشأن احتمالية إغلاق الحكومة الأمريكية، فإن الذهبب حافظ على زخمه الإيجابي بدعم من ضعف العملة الأمريكية والين الياباني معاً، إضافة إلى تزايد المخاوف
من تباطؤ النمو العالمي خلال الربع الأخير من العام.

