ما هو السوق الهابط؟
هو سوق يشهد انخفاض كبير في الأسعار ولمدة زمنية طويلة، مع سيطرة التوقعات والمشاعر السلبية والتشاؤم على المتداولين والمستثمرين، مما يؤدي إلى انخفاض أكثر في الأسعار. يتميز السوق الهبوطي
بانخفاض الأسعار وارتفاع مستويات التقلب وانخفاض أحجام التداول. والمقابل للسوق الهبوطي هو السوق الصاعد. بالتالي إن السوق الهابط يشير إلى فترة في الأسواق المالية تنخفض فيها أسعار الأوراق المالية، مثل الأسهم،
بنسبة 20% أو أكثر من أعلى مستوياتها الأخيرة، وتستمر في الاتجاه الهابط لفترة طويلة. سُمِّي السوق الهابط بهذا الاسم لأنه يستمد الإلهام من طريقة هجوم الدب، حيث يضرب بمخالبه للأسفل، مما
يرمز إلى الانخفاض الحاد في أسعار الأسهم. و تتميز الأسواق الهابطة بانخفاض ثقة المستثمرين، وتراجع أرباح الشركات، وارتفاع معدلات البطالة في بعض الحالات.
استراتيجيات التداول أثناء السوق الهبوطي
أثناء السوق الهبوطي، يمكن للمتداولين والمستثمرين البحث عن فرص للتقليل من الخسائر وربما تحقيق أرباح من حركات الأسعار الهابطة. تشمل بعض استراتيجيات التداول التي يمكن للمتداولين استخدامها البيع على المكشوف والاستثمار الدفاعي
والتحوط ضد المخاطر
- البيع على المكشوف: يبيع المتداولون الأسهم أو الأصول الأخرى
- عبر عقود المشتقات مثل عقود الخيارات أو عقود الفروقات CFDs على أمل أن يتمكنوا من شرائها بسعر أقل في وقت لاحق. يعمل تداول هذه المشتقات على أساس
اقتراض هذه الأصول من شركات الوساطة ومقرضي الأوراق المالية وإعادتها بعد غلق صفقة البيع على المكشوف
- الاستثمار الدفاعي: تعتمد هذه الاستراتيجية على البحث عن الأصول ذات الطابع الدفاعي، وهي الأصول التي يعتقد أنها تكون أقل تأثرًا بتقلبات السوق وتحافظ على قيمتها على
- المدى الطويل. تشمل الأصول الدفاعية عادة السندات الحكومية، وسندات الشركات ذات الجودة العالية، والذهب والمعادن الثمينة. ما يوفر مصدر للاستقرار وتقليل الخسائر وتحقيق
- أرباح في فترات السوق الهابط
- التحوط ضد المخاطر: يستخدم المتداولون استراتيجيات التحوط لحماية أنفسهم من المخاطر أثناء السوق الهبوطي. على سبيل المثال، يمكنهم الاستثمار في عقود الخيارات لحماية أنفسهم من
- الخسائر المحتملة على صفقات الشراء المفتوحة، أو صفقة بيع على أصل مالي لديه علاقة ارتباط عكسي مع محفظتهم الاستثمارية
خصائص السوق الهابط
:الخصائص الرئيسية التي يتميز فيها السوق الهابط
انخفاض حجم التداول: يتبنى المستثمرون نهجًا حذرًا أثناء السوق الهابط، مما يؤدي إلى انخفاض النشاط التداولي، حيث يفضل الكثيرون الاحتفاظ بالسيولة بدلاً من المخاطرة بمزيد من الخسائر
- انخفاض كبير في الأسعار: الميزة الأساسية للسوق الهابط هي التراجع المستمر في أسعار الأصول، حيث تنخفض بنسبة 20% أو أكثر من أعلى مستوياتها الأخيرة، مما يؤثر على الأسهم والسندات والأوراق المالية الأخرى
- تشاؤم واسع النطاق: يكون مزاج المستثمرين سلبيًا خلال السوق الهابط، بسبب الخوف من تكبد مزيد من الخسائر. يؤدي هذا التشاؤم إلى عمليات بيع واسعة تزيد من الاتجاه الهبوطي
- التركيز على الاستثمارات الدفاعية: خلال السوق الهابط، يتحول العديد من المستثمرين إلى أصول أكثر أمانًا، مثل السندات، الذهب، والأسهم التي تدفع توزيعات أرباح، للحفاظ على رأس المال وتقليل المخاطر
- ضعف اقتصادي: غالبًا ما تتزامن الأسواق الهابطة مع تباطؤ اقتصادي، يشمل انخفاض إنفاق المستهلكين، تراجع أرباح الشركات، وارتفاع معدلات البطالة
- زيادة التقلبات: تشهد الأسواق الهابطة تقلبات حادة وغير متوقعة في الأسعار، مما يجعل من الصعب تحديد متى قد يستقر السوق
مراحل السوق الهابط
يحدث السوق الهابط عادةً على مراحل، حيث تعكس كل مرحلة تغيرات في سلوك المستثمرين واتجاهات السوق
المرحلة 1: التوزيع
تبدأ المرحلة الأولى من السوق الهابط بشكل غير ملحوظ. يبدأ المستثمرون الكبار، مثل المؤسسات والمطلعين على السوق، ببيع أصولهم بهدوء لجني الأرباح، مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار تدريجياً.
في هذه المرحلة، يظل معظم المستثمرين الأفراد متفائلين وغير مدركين للتحولات الأساسية. لا يزال السوق يبدو مستقرًا نسبيًا، لكن تبدأ علامات الضعف الطفيفة في الظهور، مثل تراجع الحماس في التداول
وانخفاضات سعرية طفيفة.
المرحلة 2: مشاركة الجمهور
في المرحلة الثانية، يبدأ الجمهور الأوسع بملاحظة الاتجاه الهبوطي للسوق. تؤدي الأخبار السلبية، مثل ضعف البيانات الاقتصادية أو تراجع أرباح الشركات، إلى زيادة الخوف وعدم اليقين. مع تزايد عمليات البيع
من قبل المستثمرين، تنخفض الأسعار بشكل أسرع. يتغير مزاج المستثمرين من التفاؤل إلى القلق، ويزداد نشاط التداول مع دخول الذعر التدريجي إلى السوق. غالبًا ما تكون هذه المرحلة الأكثر وضوحًا، حيث يشعر
المستثمرون بضغط متزايد لاتخاذ قرارات سريعة.
المرحلة 3: الذعر
تتميز المرحلة الأخيرة من السوق الهابط بحالة من الذعر الواسع. يسارع المستثمرون إلى بيع أصولهم بخسائر كبيرة لتجنب المزيد من التراجع. تتراجع الأسعار بشكل حاد وسريع، وتصل إلى مستويات منخفضة جديدة
مع سيطرة التشاؤم على السوق. تكون الثقة في السوق عند أدنى مستوياتها، ويصبح التداول شديد التقلب. على الرغم من أن هذه المرحلة هي الأكثر حدة، إلا أنها عادةً تشير إلى أن السوق يقترب من نهاية تراجعه وقد يبدأ
في الاستقرار قريبًا
