الدولار الأمريكي يواصل هيمنته العالمية في 2025 رغم الضغوط والمخاطر المتصاعدة
لا يزال الدولار الأمريكي يحتفظ بمكانته المهيمنة في النظام النقدي العالمي مع مطلع عام 2025، متحديًا التوقعات الواسعة التي رجّحت تراجعه، رغم تصاعد المخاوف
المرتبطة بتضخم الدين الأمريكي الذي بلغ نحو 38 تريليون دولار، إلى جانب الجهود الدولية الرامية إلى تقليص الاعتماد على العملة الأمريكية، بحسب أبحاث ياردني.
ورغم تسجيل الدولار تراجعًا بنحو 12% أمام اليورو منذ بداية العام، وانخفاضه بأقل من 1% مقابل الين الياباني، ترى ياردني أن هذه التحركات تندرج في إطار تصحيح
طبيعي، ولا تمثل بداية لمسار هبوطي طويل الأجل وتتجلى قوة الدولار بشكل أوضح عند مقارنة أوضاعه بالعملات المنافسة ضمن سلة حقوق السحب الخاصة التابعة لصندوق
النقد الدولي، حيث تعاني معظم هذه العملات من اختلالات هيكلية تحد من قدرتها على تقويض الهيمنة الأمريكية.

فالـيورو، الذي لا تتجاوز حصته 20% من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية، يواجه قيودًا جوهرية، أبرزها غياب اتحاد مالي حقيقي يوازي الاتحاد النقدي. إذ ترفض الدول العشرون
الأعضاء في منطقة اليورو إصدار أداة دين موحدة، ما يحرم العملة الأوروبية من القدرة على منافسة سوق سندات الخزانة الأمريكية من حيث العمق والسيولة أما الين الياباني، فرغم
التوقعات بقيام بنك اليابان بتشديد السياسة النقدية للمرة الثانية هذا العام في 19 ديسمبر، فإنه يواجه ضغوطًا ناتجة عن سياسة اقتصادية تهدف إلى تفادي الركود وتعتمد على إبقاء سعر
الصرف ضعيفًا، وفق توجهات رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي، الأمر الذي حدّ من جاذبية العملة كبديل احتياطي وفي المملكة المتحدة، لا يزال الجنيه الإسترليني يعاني من تداعيات
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في ظل استمرار التحديات المالية. وبعد ثلاث سنوات من السياسات التي انتهجتها رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس وكادت أن تعصف بسوق
السندات، يجد رئيس الوزراء الحالي كير ستارمر نفسه في مواجهة تكهنات متزايدة حول احتمال لجوء البلاد إلى صندوق النقد الدولي. ومع مراقبة المستثمرين الحثيثة لتحركات
وزيرة الخزانة راشيل ريفز، يبقى الجنيه بعيدًا عن صفات عملات الملاذ الآمن أما اليوان الصيني، فعلى الرغم من سعي الرئيس شي جين بينغ لمنحه مكانة العملة الاحتياطية العالمية
لا يزال يعاني من قيود أساسية، أبرزها عدم قابليته للتحويل الكامل، وافتقار بنك الشعب الصيني للاستقلالية، إلى جانب ضغوط داخلية ناتجة عن أزمة عقارية مزمنة ومخاطر انكماش اقتصادي.
وتصف أبحاث ياردني هيمنة الدولار بأنها أشبه بـ**”مسابقة جمال”** لا يفوز فيها الأجمل، بل الأقل عيوبًا. إذ لا يزال الدولار يشكل نحو 60% من احتياطيات البنوك المركزية العالمية،
ويُعد العملة الأساسية في تسعير التجارة الدولية، وأداة التمويل الرئيسية لاقتراض الشركات حول العالم.
ومع ذلك، تقر ياردني بوجود مخاطر حقيقية تهدد هذه المكانة، من بينها ارتفاع التضخم الأمريكي إلى نحو 3%، وفقدان الولايات المتحدة تصنيفها الائتماني الكامل AAA، إضافة إلى خطط الرئيس دونالد ترامب لفرض تعريفات جمركية جديدة واحتمالات اندلاع حرب تجارية، لا سيما في ظل تجاوز الفائض التجاري الصيني في السلع تريليون دولار خلال 11 شهرًا فقط هذا العام.
وتشمل مصادر القلق أيضًا توتر العلاقة بين ترامب ورئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، إلى جانب التلميحات المتكررة بشأن إمكانية خفض قيمة الدولار ورغم هذه التحديات، لا تزال استراتيجيات صفقات الحمل التي تعتمد على الاقتراض بعملات منخفضة العائد مثل الين الياباني أو الفرنك السويسري تراهن على قوة الدولار مع اقتراب نهاية 2025. كما أن جهود إزالة الدولرة التي تقودها الصين والسعودية وعدد من دول “الجنوب العالمي” حققت نتائج محدودة حتى الآن.
وتخلص ياردني إلى أن فك الارتباط الحقيقي عن الدولار سيكون مسارًا طويلًا، ومكلفًا، ومليئًا بالاضطرابات، إلى درجة قد تجعل حتى خصوم الدولار الأكثر حماسة مترددين في خوضه.

جدول ملخص أبرز النقاط:
| المحور |
الوضع الحالي |
| حصة الدولار من الاحتياطيات العالمية |
نحو 60% |
| الدين الأمريكي |
38 تريليون دولار |
| أداء الدولار أمام اليورو |
−12% |
| أداء الدولار أمام الين |
أقل من −1% |
| حصة اليورو من الاحتياطيات |
نحو 20% |
| قابلية اليوان للتحويل |
غير مكتملة |
| التضخم الأمريكي |
~3.0% |
| جهود إزالة الدولرة |
نجاح محدود |
| التوقع العام |
استمرار هيمنة الدولار |

www.infinityecn.com