الأسهم الأوروبية تلتقط أنفاسها في جلسة هادئة قبل وداع 2025
شهدت أسواق الأسهم الأوروبية تداولات مستقرة ومحدودة النطاق خلال جلسة مختصرة قبل عطلة رأس السنة، في ظل انخفاض ملحوظ
في أحجام السيولة مع ابتعاد شريحة واسعة من المستثمرين عن فتح مراكز جديدة، وتركيزهم على إغلاق العام المالي وتثبيت المكاسب
المحققة خلال 2025، الذي يُعد من الأعوام الإيجابية للأسواق الأوروبية.
اتسمت تحركات المؤشرات الأوروبية بالهدوء دون تغيّرات جوهرية، حيث استقر المؤشر الأوروبي العام قرب مستوياته المرتفعة، محافظًا على
مكاسب سنوية قوية تقترب من 18% منذ بداية العام. في المقابل، تداول المؤشر البريطاني في نطاق ضيق قرب 9,900 نقطة، مدعومًا بأسهم
الطاقة والموارد، بينما حافظ المؤشر الألماني على استقراره أعلى 24,300 نقطة، مع توازن بين عمليات جني الأرباح والدعم القادم من أسهم الصناعات الثقيلة.
أما المؤشر الفرنسي، فشهد تحركات طفيفة حول 8,100 نقطة، متأثرًا بضعف الزخم في القطاعات الاستهلاكية.
سيولة منخفضة وحذر استثماري
انخفضت أحجام التداول بشكل واضح في معظم البورصات الأوروبية، وهو نمط معتاد في الجلسات الأخيرة من العام. هذا التراجع في السيولة
حدّ من قدرة السوق على تسجيل تحركات قوية، وفرض حالة من الترقب والحذر بانتظار انطلاقة تداولات العام الجديد.
أداء القطاعات: دعم من البنوك والطاقة
على مستوى القطاعات، قدمت أسهم البنوك والطاقة والموارد الأساسية دعمًا نسبيًا للمؤشرات، مستفيدة من استقرار أسعار السلع وتحسن التوقعات الاقتصادية
للعام المقبل. في المقابل، تعرضت بعض القطاعات الدفاعية لضغوط خفيفة نتيجة عمليات إعادة هيكلة المحافظ.
نظرة ختامية
يعكس استقرار الأسهم الأوروبية في الجلسة الأخيرة من العام توازنًا بين جني الأرباح والحفاظ على المكاسب، في وقت يتهيأ فيه المستثمرون لبدء 2026
بتوقعات أكثر وضوحًا بشأن السياسة النقدية والنمو الاقتصادي. ومع انتهاء عام قوي نسبيًا للأسواق الأوروبية، تبقى الأنظار موجهة نحو أولى جلسات العام
الجديد لتحديد اتجاه الزخم القادم، وما إذا كانت الأسواق قادرة على البناء على مكاسب 2025 أو الدخول في مرحلة تصحيح صحي.
