CME تشدد متطلبات الهامش مع تصاعد تقلبات المعادن
في خطوة تعكس تصاعد مستويات المخاطر في أسواق المعادن، أعلنت CME Group عن رفع متطلبات الهامش على عقود المعادن النفيسة الآجلة
للمرة الثانية خلال أسبوع واحد، وذلك عقب موجة من التداولات شديدة التقلب شهدت قفزات سعرية قوية أعقبها تراجع سريع. ويأتي هذا القرار في
وقت تشهد فيه أسواق الذهب والفضة حالة من التذبذب الحاد، ما دفع الجهة المشغّلة لأكبر سوق مشتقات في العالم إلى اتخاذ إجراءات وقائية للحد
من المخاطر النظامية.
أولًا: تفاصيل قرار رفع الهامش
أوضحت مجموعة CME أن الزيادة الجديدة في متطلبات الهامش ستشمل عقود الذهب والفضة والبلاتين والبلاديوم الآجلة، على أن يتم تطبيقها
بعد إغلاق جلسة التداول المحددة. ويُعد هذا القرار هو الرفع الثاني خلال أيام قليلة، في إشارة واضحة إلى أن مستويات التذبذب تجاوزت الحدود
المعتادة، ما يستدعي تعزيز الضمانات المالية المطلوبة من المتداولين.
ثانيًا: أسباب القرار والتقلبات الأخيرة
جاء قرار رفع الهامش بعد تحركات سعرية عنيفة في أسواق المعادن النفيسة، حيث سجلت بعض العقود ارتفاعات قياسية خلال جلسات محدودة قبل
أن تتعرض لضغوط بيعية قوية. هذا النمط السعري السريع رفع من مخاطر التعثر لدى المتداولين ذوي الرافعة المالية المرتفعة، ما دفع CME إلى
التحرك لحماية منظومة التسوية وتقليل احتمالات المخاطر الائتمانية.
ثالثًا: ماذا يعني رفع الهامش للمتداولين؟
رفع متطلبات الهامش يعني أن المتداولين أصبحوا مطالبين بإيداع مبالغ نقدية أعلى للاحتفاظ بمراكزهم المفتوحة، وهو ما يؤدي غالبًا إلى:
تقليص أحجام المراكز المفتوحة
تسريع عمليات جني الأرباح
زيادة حالات الخروج القسري من السوق
هذه العوامل مجتمعة تضغط على الأسعار على المدى القصير، خاصة في الأسواق التي تعتمد بشكل كبير على التداول بالهامش.
رابعًا: انعكاس القرار على أسعار المعادن
عقب الإعلان، شهدت أسعار المعادن النفيسة تراجعات ملحوظة، حيث تعرضت الفضة لضغوط بيع قوية بعد موجة صعود حادة، بينما فقد الذهب
جزءًا من مكاسبه الأخيرة. كما امتد الأثر إلى أسهم شركات التعدين التي تأثرت بانخفاض أسعار المعادن الأساسية.
خامسًا: قراءة مستقبلية للسوق
رغم الأثر السلبي قصير الأجل، يرى مراقبون أن رفع متطلبات الهامش لا يُغيّر الاتجاه الأساسي للمعادن النفيسة على المدى المتوسط والطويل، لكنه
يحدّ من المضاربات المفرطة ويعيد التوازن للسوق. وتبقى حركة الأسعار المقبلة مرهونة بدرجة التقلبات، والسياسات النقدية العالمية، ومستوى الطلب
التحوّطي في الأسواق.
