الأسهم السعودية تحت الضغط: اتجاه هابط مسيطر وتشبع بيعي يفتح باب السيناريوهات
تراجع المؤشر العام للسوق السعودي تاسي اليوم إلى مستوى 10,372.8 نقطة، مسجلاً أدنى مستوياته خلال عام 2025، بعد انخفاض يومي بنسبة 1.1%، ليصل إجمالي الخسائر السنوية إلى نحو 13.6%. هذا الأداء يعكس ضغطًا بيعيًا متراكمًا وسيطرة واضحة للاتجاه الهابط، وسط حالة ترقب حذر بين المتعاملين مع وصول السوق إلى منطقة دعم حاسمة قد تحدد مسار المؤشر خلال الفترة المقبلة. ويُظهر التحليل الفني أن مؤشرات الزخم بدأت تصل إلى مستويات تشبع بيعي، حيث يسجل مؤشر القوة النسبية قراءة قرب 30 نقطة، ما يفتح المجال نظريًا لاحتمال ارتداد فني قصير الأجل، إلا أن السيناريو العام ما زال سلبيًا ما لم تظهر إشارات قوية على تحسن الطلب
اتجاه هابط مستمر وضغوط متراكمة
من الناحية الفنية، يتضح أن السوق السعودي لا يزال يتحرك ضمن اتجاه هابط، مع تكوين قمم وقيعان متناقصة بشكل متسلسل، بدءًا من مستويات قرب 11,781 نقطة وصولًا إلى مناطق 10,755 ثم 10,366 وأخيرًا 10,372 نقطة. ويُعد مستوى 10,370 نقطة دعمًا محوريًا للمؤشر، وكسره بإغلاق يومي واضح، خاصة مع ارتفاع ملحوظ في أحجام التداول، قد يؤدي إلى موجة بيع جديدة تستهدف مستويات أدنى قرب 10,136 نقطة وفي المقابل، تشير قراءة مؤشر القوة النسبية عند 30.24 نقطة إلى احتمالية حدوث ارتداد فني مؤقت، بينما تظل مؤشرات الماكد وغيرها من أدوات التذبذب سلبية، ما يجعل أي انعكاس قصير الأجل مشروطًا بعدم كسر الدعم الحالي بعنف
سيناريوهات التداول وإدارة المخاطر
يظل السيناريو الهابط هو المرجح طالما بقي المؤشر أسفل مستويات المقاومة، مع تفعيل البيع عند كسر 10,370 نقطة بإغلاق يومي مصحوب بزخم قوي، واستهداف 10,136 نقطة كنقطة أولى، ووضع وقف خسارة أعلى 10,470 نقطة لإدارة المخاطر. ويُعد هذا السيناريو مناسبًا للمتداولين النشطين القادرين على التعامل مع تقلبات سريعة
وتتمثل قوة هذا السيناريو في توافقه مع الاتجاه العام، إذ غالبًا ما يؤدي كسر الدعوم المحورية في الأسواق الضعيفة إلى موجات بيع متسارعة، خاصة مع فقدان الثقة لدى المشترين. أما الخطر الأكبر فيتمثل في احتمال ارتداد حاد نتيجة التشبع البيعي، ما قد يحوّل الكسر إلى فخ للباعة عند غياب التأكيد الحجمي
المستويات الحرجة للمتابعة
يبقى إبطال السيناريو الهابط مرهونًا باختراق المؤشر لمستوى 10,756 نقطة، وهو ما قد يشير إلى بداية مرحلة استقرار أو محاولة بناء اتجاه جديد. وحتى ذلك الحين، تُعد المنطقة الممتدة بين 10,372 و10,500 نقطة عالية المخاطر وضعيفة العائد، ولا تُفضل للتداول قصير الأجل وفق معايير إدارة رأس المال
إشارات فنية ورسائل للسوق
تشير قراءة الشموع الأخيرة إلى تكون شمعة هابطة قوية من نوع ماروبوزو في جلسة 30/12/2025، ما يعكس سيطرة شبه كاملة للبائعين. كما يشير مؤشر السوبر تريند إلى مستوى مقاومة ديناميكي قرب 10,697.6 نقطة، ما يعزز صعوبة أي ارتداد دون تجاوز هذه المنطقة ويظل الوضع العام للأسواق السعودية سلبيًا على المدى القصير والمتوسط، بالرغم من انخفاض أحجام التداول عن المتوسط الأخير، مما قد يفسر وجود فرصة لارتداد تقني مؤقت بدلًا من انهيار فوري
خلاصة
يبقى السوق السعودي في مرحلة حرجة، مع هيمنة واضحة للاتجاه الهابط وضغوط فنية متراكمة، في حين يشير التشبع البيعي إلى احتمال حدوث ارتداد قصير الأجل. ويظل تاسي محط متابعة المستثمرين مع نهاية 2025، حيث يعتمد اتخاذ القرار على تجاوز مستويات الدعم والمقاومة الرئيسية، إضافة إلى قراءة مؤشرات الحجم والزخم خلال الجلسات المقبلة

