السوق السعودي يواصل التماسك الحذر عند مستويات متدنية وسط هيمنة البائعين
يشهد المؤشر العام للسوق السعودي حالة من التماسك الحذر عند مستويات منخفضة نسبيًا، في ظل استمرار الضغوط البيعية التي تهيمن على حركة التداولات. ووفقًا للبيانات اللحظية، يتداول المؤشر حاليًا عند مستوى 10,439.9 نقطة، مسجلاً ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.3%، إلا أن هذا التحسن المحدود لا يغيّر الصورة العامة التي تعكس مسارًا هابطًا واضحًا منذ فترة
وعلى أساس سنوي، يسجل المؤشر خسائر تُقدّر بنحو -12.2%، ما يعكس حجم الضغوط التي تعرض لها السوق خلال الأشهر الماضية. ورغم اقتراب الأسعار من مستويات دعم حرجة، فإن محاولات الارتداد تظل ضعيفة ومحدودة، في ظل غياب إشارات فنية قوية تدعم سيناريو صعود مستدام
هذا المشهد يعكس حالة من الترقب والحذر بين المستثمرين، حيث يسيطر البائعون على قرارات التداول، بينما يفتقر السوق إلى الزخم الشرائي القادر على تغيير الاتجاه، ما يعزز الحاجة إلى الاعتماد على أدوات تحليل فني متقدمة لمراقبة حركة الاتجاه والزخم ومستويات الدعم والمقاومة بشكل دقيق
القراءة الفنية اليومية تؤكد سيطرة البائعين
من الناحية الفنية، تُظهر المؤشرات استمرار الاتجاه الهابط دون تغيير جوهري، حيث تشير معظم الأدوات الفنية، بما فيها المتوسطات المتحركة قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، وسحابة إيشيموكو، إلى استمرار سيطرة قوى البيع، مع فشل المؤشر في اختراق أي مستوى مقاومة مهم خلال المحاولات السابقة
ويستقر مؤشر القوة النسبية عند مستوى 30.73 نقطة، وهو قريب جدًا من مناطق التشبع البيعي. ورغم أن هذا الوضع قد يحد من تسارع الهبوط على المدى القصير، فإنه لا يقدم حتى الآن إشارة على بداية موجة صعود جديدة، بل يعكس حالة إنهاك نسبي دون دخول سيولة شرائية حقيقية
كما يظهر مؤشر تقارب وتباعد المتوسطات تحسنًا طفيفًا عند مستوى 10,416 نقطة، مشيرًا إلى تباطؤ الزخم السلبي، لكنه لا يرقى إلى مستوى انعكاس الاتجاه، خاصة في ظل ضعف أحجام التداول المصاحبة للهبوط الأخير
مستويات الدعم والمقاومة ترسم خريطة المخاطر
تبرز المنطقة بين 10,375 و10,400 نقطة كدعم رئيسي بالغ الأهمية، حيث قد يفتح كسر هذا النطاق المجال أمام موجة هبوط جديدة نحو مستويات أدنى، مما يزيد الضغوط النفسية والفنية على السوق
أما المنطقة الممتدة بين 10,685 و10,865 نقطة فتشكل نطاق مقاومة محوريًا، وأي ارتداد صاعد نحو هذه المستويات يُنظر إليه فنيًا على أنه تصحيح مؤقت وفرصة محتملة لإعادة البيع، وليس بداية لمسار صعودي حقيقي
بينما تصنف المنطقة بين 10,450 و10,650 نقطة كمنطقة حياد تتسم بضعف السيولة وعدم وضوح الاتجاه، ما يجعل التداول داخلها محفوفًا بالمخاطر مقارنة بالعائد المتوقع، ويُفضل الانتظار لحين حدوث حركة واضحة خارج هذا الإطار
سيناريوهات التداول وإدارة المخاطر
في ظل الاتجاه العام الهابط، تظل استراتيجيات البيع هي الأكثر اتساقًا مع المعطيات الفنية الحالية. السيناريو الأكثر نشاطًا يتمثل في البيع قرب مستوى 10,680 نقطة عند فشل المؤشر في اختراق المقاومة، مع تحديد مستوى إيقاف الخسارة عند 10,875 نقطة، واستهداف مستويات 10,385 ثم 10,200 نقطة
أما السيناريو الأكثر تحفظًا فيعتمد على البيع بعد كسر الارتدادات قرب 10,500 نقطة، مع إيقاف الخسارة عند 10,700 نقطة، واستهداف نفس الأهداف السعرية. في كلا السيناريوهين، تبدو نسب المخاطرة إلى العائد أكثر جاذبية مقارنة بمحاولات الشراء المعاكسة للاتجاه
كما يُنصح باستخدام إدارة ديناميكية للصفقات، بنقل مستوى إيقاف الخسارة إلى نقطة التعادل عند تحقيق الهدف الأول، واستخدام إيقاف متحرك مع استمرار الحركة في صالح الصفقة. ويُعتبر اختراق مستوى 11,000 نقطة إشارة لإبطال السيناريو الهبوطي، وقد يشير إلى بداية مرحلة جديدة تتطلب إعادة تقييم شاملة للاتجاه

