الذهب والنفط بين الحذر الاقتصادي والجيوسياسي: الأسواق تترقب بيانات أميركية ومفاوضات السلام في أوكرانيا
شهدت الأسواق العالمية للسلع خلال تعاملات اليوم الثلاثاء حالة من الترقب والحذر، حيث تراجعت أسعار الذهب والفضة والنفط وسط انتظار المستثمرين لبيانات اقتصادية أميركية رئيسية، تشمل تقرير التوظيف غير الزراعي وقراءة مؤشر أسعار المستهلكين، واللذين قد يحددان توجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في العام المقبل
الذهب يواجه مستويات فنية حرجة
تراجع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.3% إلى 4,290.33 دولار للأونصة، فيما هبطت العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير بنسبة 0.4% إلى 4,316.40 دولار للأونصة، بعد مكاسب قوية شهدها المعدن الأصفر منذ بداية العام بلغت نحو 64%. وأشار إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في Tastylive، إلى أن الأسعار تقترب من القمة السابقة المسجلة منتصف أكتوبر عند 4,380 دولاراً، مع تساؤلات السوق حول ما إذا كان الزخم الحالي كافياً لاختراق هذه المستويات أم أن الصعود قد يتباطأ
ويستفيد الذهب عادة من بيئات أسعار الفائدة المنخفضة، لذا تركز الأنظار على توقعات خفض الفائدة الأميركية خلال يناير، حيث تسعر الأسواق احتمالا بنسبة 76% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مع احتمال تنفيذ خفضين وفق بعض التقديرات. كما تترقب الأسواق بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي المقرر صدوره لاحقاً هذا الأسبوع، وهو المقياس المفضل للاحتياطي الفيدرالي لتقييم التضخم
أما الفضة، فقد انخفضت بنسبة 1.4% إلى 63.03 دولار للأونصة، بعد أن لامست مستوى قياسياً عند 64.65 دولار الأسبوع الماضي، في حين يستمر المستثمرون في مراقبة تأثيرات التيسير النقدي الأميركي على سوق المعادن الثمينة

النفط يتراجع مع توقعات فائض المعروض وتوترات الجيوسياسية
سجلت أسعار النفط انخفاضاً في التداولات الآسيوية، حيث هبطت عقود خام برنت الآجلة تسليم فبراير بنسبة 0.5% إلى 60.28 دولار للبرميل، فيما انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.4% إلى 56.42 دولار للبرميل. ويعود تراجع الأسعار إلى توقعات فائض المعروض في عام 2026 وارتفاع الإمدادات العالمية، في ظل بطء نمو الطلب المتوقع.
تركزت أنظار المستثمرين أيضاً على مفاوضات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، إذ أحرزت واشنطن بعض التقدم في المباحثات التي تضمنت تنازلات محتملة من كييف حول طموحاتها في الانضمام إلى حلف الناتو، بينما لم تصدر موسكو أي إشارات مباشرة حول استعدادها لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو أربع سنوات. وأي اتفاق محتمل قد يؤدي إلى تخفيف بعض العقوبات الأميركية على النفط الروسي وزيادة المعروض العالمي، مما يضيف ضغطاً على الأسعار
خلاصة
يتسم أسبوع التداول الحالي بحساسية عالية للبيانات الأميركية، حيث قد تحد قراءة الوظائف غير الزراعية والتضخم من توقعات الأسواق وتحدد وتيرة تيسير السياسة النقدية. في الوقت نفسه، تبقى العوامل الجيوسياسية، وعلى رأسها أزمة أوكرانيا والتوترات مع فنزويلا، مؤثرة على أسعار النفط. ومن المتوقع أن تظل الأسواق في حالة ترقب وحذر حتى صدور القراءات الاقتصادية والجيوسياسية المؤثرة، مع استمرار الذهب في الاستفادة من بيئات الفائدة المنخفضة، فيما يواجه النفط ضغوطاً من فائض المعروض المحتمل في العام المقبل


www.infinityecn.com