اليورو يتراجع بعد صعود قوي… جني أرباح يضغط على العملة رغم إشارات التعافي الاقتصادي في أوروبا
شهد اليورو انخفاضاً ملحوظاً خلال تداولات اليوم الخميس في السوق الأوروبية، متراجعاً أمام سلة من العملات الرئيسية وللمرة الأولى منذ أربعة أيام أمام الدولار الأمريكي، بعدما دفعته عمليات التصحيح وجني الأرباح للتخلي عن أعلى مستوى له في سبعة أسابيع. ورغم هذا الهبوط، فإن البيانات الاقتصادية الأخيرة الصادرة عن منطقة اليورو تعكس تحسناً واضحاً في النشاط الاقتصادي خلال نوفمبر، ما يعزز ثقة الأسواق في قدرة المنطقة على الخروج من مرحلة الضعف الطويل، ويفتح المجال أمام سياسات أكثر تشدداً من البنك المركزي الأوروبي خلال الاجتماعات المقبلة
تحركات سعر الصرف
سجّل اليورو تراجعاً أمام الدولار بنسبة 0.152% ليجري تداوله عند 1.1653 دولار، مقارنة بسعر افتتاح الجلسة عند 1.1671 دولار، فيما لامس أعلى مستوى خلال اليوم عند 1.1674 دولار .وكانت العملة الأوروبية قد أنهت جلسة الأربعاء بارتفاع قدره 0.4%، محققة ثالث مكسب يومي على التوالي، بعدما بلغت أعلى مستوياتها في سبعة أسابيع عند 1.1678 دولار بدعم من بيانات أوروبية قوية وأمريكية أضعف من التوقعات
انتعاش نشاط الأعمال في منطقة اليورو
أظهرت بيانات الأربعاء توسع نشاط الأعمال بأسرع وتيرة له منذ عامين ونصف، إذ عزز قطاع الخدمات أداء المنطقة بصورة واضحة، معوّضاً التباطؤ النسبي في قطاع التصنيع. هذه المؤشرات الإيجابية أعادت الحيوية إلى التوقعات بشأن تسارع النمو خلال الربع الرابع من العام
تحليلات الخبراء: موجة تفاؤل أوروبية
أشار ستيف إنجلاندر، رئيس أبحاث العملات العالمية في بنك ستاندرد تشارترد بنيويورك، إلى أن “السوق بدأ يلتقط الإشارات الإيجابية المتتالية من أوروبا”، مؤكداً أن التحسن التدريجي في البيانات الاقتصادية يعزز التوجه الصعودي لليورو وأضاف أن التفاؤل بشأن اقتراب نهاية الحرب الروسية-الأوكرانية يقدّم دعماً إضافياً للعملات الأوروبية، ولا سيما اليورو والجنيه الإسترليني
تصريحات لاجارد: مؤشرات تعافٍ واضحة
خلال شهادتها أمام لجنة الشؤون الاقتصادية والنقدية في البرلمان الأوروبي، أكدت كريستين لاجارد أن الاقتصاد الأوروبي يظهر علامات تعافٍ ملموسة، مشيرة إلى ارتفاع إنفاق الأسر واستمرار قوة سوق العمل، مما يوفر دعماً أساسياً للنشاط الاقتصادي رغم التحديات القائمة. وأوضحت أن التضخم الأساسي لا يزال يتحرك بالقرب من هدف 2% على المدى المتوسط، متوقعة بقاءه قريباً من هذا المستوى خلال الأشهر المقبلة
سياسة الفائدة الأوروبية: ضغوط جديدة وتوقعات متغيرة
أظهرت البيانات الحديثة ارتفاعاً غير متوقع في معدل التضخم الإجمالي لشهر نوفمبر، ما يعزز الضغوط على البنك المركزي الأوروبي ويدفعه إلى تبنّي موقف نقدي أكثر حذراً. وعقب صدور بيانات التضخم، خفّضت أسواق المال احتمالات خفض الفائدة الأوروبية بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر من 25% إلى 5% فقط.
ووفق مصادر نقلتها وكالة “رويترز”، يميل البنك المركزي الأوروبي للإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماع ديسمبر الجاري، بينما يترقب المستثمرون صدور مزيد من البيانات قبل اجتماع 17–18 ديسمبر لإعادة تسعير مسار السياسة النقدية بدقة أكبر.


www.infinityecn.com