النفط يوحّد موسكو وبكين: اتفاق تاريخي يمتد حتى 2033
كشف نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن موسكو وبكين دخلتا في مفاوضات متقدمة لزيادة شحنات النفط الروسي إلى الصين،
مع توجهٍ لتمديد اتفاقيات التوريد الحالية حتى عام 2033. وتسعى روسيا من خلال هذا التوسع إلى تعزيز حضورها في السوق الآسيوية،
خاصة بعد القيود والعقوبات الغربية التي حدّت من قدرتها على الوصول إلى الأسواق الأوروبية. كما تشمل المفاوضات استخدام خطوط
الأنابيب عبر كازاخستان بالإضافة إلى الشحن البحري، في إطار شراكة طويلة الأمد بين الطرفين.
وضع الإمدادات الحالية بين روسيا والصين
تستورد الصين حالياً نحو 1.4 مليون برميل يومياً من النفط الروسي عبر الشحن البحري، بالإضافة إلى ما يقارب 900 ألف برميل يومياً تُضخ
عبر خطوط الأنابيب المشتركة. هذا الحجم الكبير من الإمدادات يُظهر مدى اعتماد الصين على الخام الروسي، ويؤكّد أن التوسع المستقبلي
قد يعزز الدور الروسي كمصدر رئيسي للطاقة في آسيا لسنوات طويلة قادمة.
رغم الإعلان الروسي، شهدت أسعار النفط اليوم تحركات هادئة تميل إلى التراجع الطفيف.
خام برنت انخفض بنحو 0.4% إلى مستوى يقارب 63.10 دولار للبرميل.
خام غرب تكساس WTI تراجع بنسبة مشابهة إلى حدود 58.61 دولار للبرميل.
وجاء هذا الضعف في التحركات نتيجة استمرار المخاوف من فائض محتمل في المعروض خلال 2026،
ما جعل تأثير الأخبار الجيوسياسية محدوداً على الأسعار.
أهمية التطور وتأثيره على السوق
تمديد الاتفاقيات وزيادة الإمدادات الروسية للصين يمنح موسكو منفذاً مستقراً بعيداً عن الضغوط الغربية، ويعزز شراكتها مع أكبر
مستورد للطاقة في العالم. لكن من زاوية الأسعار، لا يزال السوق يوازن بين زيادة العرض العالمي وبين توقعات الطلب، خصوصاً
في ظل تردد المستثمرين حول السياسات النقدية الأميركية. ولهذا، ظل تأثير الخبر على أسعار النفط محدوداً في المدى القصير.
الخلاصة
المفاوضات الروسية-الصينية تعد خطوة استراتيجية كبيرة للطرفين، بينما يبقى أثرها على أسعار النفط مرتبطاً بعوامل أوسع مثل توقعات
الطلب العالمي وسياسات الفائدة الأميركية. وحتى اللحظة، يظل السوق في نطاق تداول متوازن يميل للضغط الهبوطي رغم قوة الإعلان.
