ما وراء صعود الذهب والفضة: هل بدأنا دورة سلع جديدة؟
شهدت أسواق المعادن النفيسة في عام 2025 موجة صعود قوية لفتت انتباه المستثمرين حول العالم، مع تسجيل الذهب والفضة
مستويات قياسية جديدة، ما أثار التساؤلات حول ما إذا كنا على أعتاب دورة سلع كبرى جديدة.
أولاً: الأرقام تتحدث
الذهب ارتفع فوق 4,000 دولار للأونصة لأول مرة في تاريخه.
الفضة تجاوزت 50 دولارًا للأونصة بعد ارتفاعات متتالية منذ بداية العام.
الطلب الاستثماري على الذهب عبر الصناديق ETF والبنوك المركزية سجل أعلى مستوى منذ 2011.
الأسباب وراء الصعود
سياسات الفيدرالي الأمريكي التيسيرية
مع استمرار خفض أسعار الفائدة خلال 2025، انخفض العائد على الدولار، مما جعل الذهب والفضة أكثر جاذبية كأصول تحافظ على القيمة.
تصاعد التوترات التجارية والسياسية
النزاعات الاقتصادية بين أمريكا والصين، وتوترات بعض المناطق، دفعت المستثمرين نحو الملاذات الآمنة.
زيادة الطلب الصناعي على الفضة
استخدام الفضة في تقنيات الطاقة الشمسية والبطاريات الكهربائية ساهم في ارتفاع الطلب الفعلي على المعدن الأبيض.
تراجع قوة الدولار الأمريكي
مع توقعات خفض الفائدة أكثر، فقد الدولار بعضًا من زخمه، مما أعطى دفعة إضافية للمعادن.

هل نحن في بداية دورة سلع كبرى؟
العديد من الخبراء يرون أن العالم قد يدخل مرحلة “سوبر سايكل” جديدة، حيث ترتفع أسعار السلع (ذهب، فضة، نفط، معادن أساسية) لعدة سنوات متتالية.
وذلك بسبب:
التحول نحو الطاقة النظيفة وزيادة الطلب الصناعي على المعادن.
تيسير السياسات النقدية عالميًا.
العجز في العرض لبعض السلع الحيوية.
لكن البعض يرى أن الزخم الحالي مؤقت، وقد يتراجع إذا هدأت الأزمات العالمية أو تغيّرت سياسات الفيدرالي الأمريكي.
الخلاصة
الذهب والفضة لا يصعدان فقط بسبب الخوف، بل لأن العالم يعيد تسعير المال والطاقة والموارد.
إذا استمر التيسير النقدي وارتفع الطلب الصناعي، فربما نكون فعلًا في بداية دورة سلع كبرى ستُعيد رسم خريطة الأسواق العالمية.

