الذهب يتراجع هامشيًا بعد إعلان هدنة غزة… والمعدن النفيس يحافظ على بريقه قرب المستويات القياسية
تراجعت أسعار الذهب بشكل طفيف في التداولات الآسيوية صباح الخميس، عقب إعلان هدنة بين حماس وإسرائيل، وهو ما أدى إلى تراجع الطلب على الملاذات الآمنة، رغم بقاء المعدن الأصفر قريبًا من أعلى مستوياته القياسية الأخيرة.
ورغم هذا التراجع المحدود، لا يزال الذهب يجد دعمًا من المخاوف المتعلقة بالوضع المالي في اليابان، ومن تداعيات الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر، إلى جانب الأزمة السياسية في فرنسا، ما يعزز حالة الحذر في الأسواق العالمية.
كما ساهمت النبرة المتساهلة التي تضمنها محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لشهر سبتمبر في زيادة التفاؤل بشأن مزيد من خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، وهو ما أضاف دعمًا إضافيًا للمعدن الثمين.
بحلول الساعة 09:30 صباحًا، انخفض الذهب الفوري بنسبة 0.1% إلى 4,039.34 دولار للأونصة، بينما تراجعت عقود الذهب الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 0.3% إلى 4,056.67 دولار للأونصة.
وكان الذهب قد سجل في وقت سابق مستوى قياسيًا بلغ 4,059.34 دولار للأونصة بعد تجاوزه للمرة الأولى حاجز 4,000 دولار للأونصة التاريخي.

هدنة غزة تهدئ الأسواق وتدفع لجني الأرباح
شهدت الأسعار بعض عمليات جني الأرباح بعد إعلان المرحلة الأولى من هدنة بوساطة أمريكية بين إسرائيل وحماس، ما خفّض الطلب على الملاذات الآمنة.
وقد تم التوصل إلى الاتفاق خلال محادثات غير مباشرة في مصر، بعد أيام من الذكرى الثانية لهجوم حماس عبر الحدود الذي أشعل الحرب الأخيرة.
وتنص الهدنة على إطار عمل من 20 بندًا اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتضمن انسحابًا إسرائيليًا كاملاً من غزة وخطة نحو حكم فلسطيني مستقبلي للقطاع.
ويرى مراقبون أن تنفيذ هذا الاتفاق بالكامل قد يمثل أقرب فرصة حقيقية للسلام منذ سنوات.
وجاءت الأنباء لتؤدي إلى تراجع أسعار النفط وارتفاع الأسواق ذات المخاطر الأعلى، في انعكاس واضح لتحسّن شهية المخاطرة.

المعادن الأخرى تتباين والأنظار تتجه إلى الفيدرالي
تفاوت أداء المعادن النفيسة الأخرى، لكنها ما زالت تحافظ على زخم قوي بعد ارتفاعات حادة في الأسابيع الأخيرة بدعم من توقعات خفض الفائدة.
فقد استقر البلاتين الفوري عند 1,660.98 دولار للأونصة بعد أن لامس أعلى مستوياته منذ أكثر من عقدٍ من الزمن، فيما ارتفعت الفضة بنسبة 0.5% إلى 49.11 دولار للأونصة مقتربة من حاجز 50 دولارًا للأونصة التاريخي.
وتلقت الفضة دعمًا إضافيًا من تقرير بنك HSBC الذي رفع توقعاته لسعر المعدن الأبيض، متوقعًا أن يقترب قريبًا من مستوى قياسي جديد.
ووفقًا لأداة CME FedWatch، تسعّر الأسواق حاليًا احتمالًا يقارب 100% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر، وهو ما يعزز جاذبية المعادن الثمينة على حساب الأصول المدرة للعائد.
وتتجه أنظار المستثمرين اليوم إلى خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بحثًا عن مؤشرات إضافية حول مسار السياسة النقدية خلال المرحلة القادمة.

