الذهب عند مفترق الخطر: بين مكاسب قياسية واحتمال تصحيح قوي.. ما هي فرص التداول اليوم؟
بعد موجة صعود تاريخية دفعت أسعار الذهب إلى تسجيل أعلى مستوى له على الإطلاق فوق 3,900 دولار للأونصة،
بدأ المعدن النفيس يدخل مرحلة حساسة يصفها المحللون بأنها “منطقة الخطر”. هذا الارتفاع القياسي جاء مدفوعًا
بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية وتزايد الطلب على الملاذات الآمنة في ظل التوترات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.
لكن مع وصول الأسعار إلى قمم غير مسبوقة، ازدادت احتمالات التصحيح السعري، إذ بدأت مؤشرات فنية تظهر إشارات
تشبع شرائي، ما قد يدفع المتداولين إلى جني الأرباح مؤقتًا قبل استئناف الاتجاه الصاعد.
عوامل الخطر المسيطرة على السوق
يدخل الذهب هذه المرحلة وسط عدة عوامل قد تزيد من حدة التذبذب، أبرزها:
جني الأرباح قصير المدى بعد المكاسب الكبيرة التي تحققت خلال الأسابيع الماضية.
قوة الدولار الأمريكي الذي بدأ يستعيد بعض الزخم بعد بيانات اقتصادية إيجابية من الولايات المتحدة.
ترقب قرارات الاحتياطي الفيدرالي، إذ إن أي تأخير في خفض أسعار الفائدة قد يضغط على الذهب مؤقتًا.
تذبذب الطلب الصناعي والاستثماري على المعدن النفيس في آسيا والشرق الأوسط.
هذه العوامل تجعل السوق في حالة توتر بين التفاؤل باستمرار الاتجاه الصاعد، والخشية من تصحيح قوي نحو مستويات دعم أقل.
التحليل الفني والمستويات المحورية
حاليًا، يتداول الذهب حول مستويات 3,870 – 3,890 دولارًا للأونصة بعد اختباره مقاومة قوية عند حاجز 3,900 دولار.
المقاومات الحالية: 3,900 – 3,955 – 4,000 دولار.
مناطق الدعم القريبة: 3,845 – 3,800 – 3,760 دولار.
الاختراق الواضح فوق مستوى 3,900 دولار قد يفتح المجال لموجة صعود جديدة تستهدف 4,000 دولار أو أكثر،
بينما كسر الدعم عند 3,845 قد يدفع السعر لتصحيح أعمق باتجاه 3,800 دولار.
فرص التداول اليوم
يُفضل المتداولون اليوم اعتماد استراتيجيات حذرة ومحددة بإشارات تأكيد:
فرصة الشراء (Buy): عند أي تراجع تصحيحي نحو 3,845 – 3,860 دولارًا مع وضع وقف خسارة أسفل 3,830. الهدف الأول 3,900 ثم 3,950 دولارًا.
فرصة البيع (Sell): إذا فشل السعر في اختراق مستوى 3,900 وثبتت إشارات ضعف، يمكن البيع بهدف 3,845 مع وقف خسارة فوق 3,915 دولارًا.
التحركات اللحظية تُظهر أن الذهب ما زال يتمتع بزخم قوي، لكن دخول مراكز جديدة دون مراقبة دقيقة للمستويات الفنية قد يكون مخاطرة مرتفعة.
التوقع العام
رغم احتمالات التصحيح قصيرة المدى، يظل الاتجاه العام للذهب صاعدًا طالما بقي فوق مستوى 3,800 دولار. ومع استمرار التوقعات
بخفض الفائدة الأمريكية وتزايد القلق الجيوسياسي، تبقى الأسعار مرشحة لمزيد من المكاسب على المدى المتوسط.
لكن في الوقت نفسه، يجب على المتداولين التعامل بحذر، لأن أي كسر قوي لمستويات الدعم قد يُحوّل هذه “المنطقة الذهبية” إلى منطقة خطر فعلية.
