اليورو يتراجع أمام قوة الدولار مع تزايد الشكوك حول مسار الفائدة
شهد اليورو تراجعًا في تداولات السوق الأوروبية يوم الأربعاء مقابل سلة من العملات العالمية، متجهًا نحو تسجيل أول خسارة في ثلاثة أيام أمام الدولار الأمريكي،
مع انتعاش العملة الخضراء إثر تصريحات حذرة من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول.
ضبابية السياسة النقدية الأوروبية
عقب الاجتماع الأخير للبنك المركزي الأوروبي، والذي اتسمت تعليقاته بلهجة أكثر تشددًا من المتوقع، تراجعت رهانات الأسواق على خفض أسعار الفائدة في منطقة
اليورو قبل نهاية العام. وينتظر المستثمرون صدور المزيد من البيانات والتصريحات لتأكيد اتجاه السياسة النقدية، خصوصًا في ظل سعي البنك المركزي إلى تحقيق
معدل تضخم مستهدف يبلغ 2% دون الحاجة إلى مزيد من الخفض في أسعار الفائدة.
وتشير التوقعات الاقتصادية الجديدة إلى أن تكاليف الاقتراض ستظل مستقرة لبعض الوقت ما لم تتعرض منطقة اليورو لصدمة اقتصادية كبرى، في حين استقر تسعير
الأسواق لاحتمال قيام المركزي الأوروبي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر حول مستوى 10%.

تحركات اليورو والدولار
سجل اليورو انخفاضًا بنحو 0.2% أمام الدولار ليصل إلى 1.1795 دولار، مقارنة بسعر افتتاح بلغ 1.1815 دولار، بعد أن لامس أعلى مستوى عند 1.1819 دولار خلال الجلسة.
وكان اليورو قد اختتم تعاملات الثلاثاء مرتفعًا 0.1% أمام العملة الأمريكية، محققًا ثاني مكسب يومي على التوالي، مدعومًا بتباطؤ الأنشطة الصناعية والتجارية في الولايات المتحدة خلال سبتمبر.
في المقابل، ارتفع مؤشر الدولار بنحو 0.2% متجهًا نحو تسجيل أول مكسب في ثلاثة أيام، في إشارة إلى تعافي مستويات العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية والثانوية.
تصريحات حذرة من الفيدرالي الأمريكي
أكد جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أن البنك المركزي بحاجة إلى مواصلة موازنة المخاطر بين ارتفاع التضخم وتعثر سوق العمل في قراراته المقبلة، واصفًا معضلة
السياسة النقدية بأنها في وضع “صعب”. وأوضح أن التيسير النقدي المبكر قد يرسخ التضخم، بينما قد يتسبب التشديد المفرط في إلحاق ضرر غير مبرر بآفاق التوظيف.
هذه التصريحات أعادت إلى الأذهان مواقف الأسبوع الماضي، ما عزز الشكوك بشأن أي خفض إضافي في أسعار الفائدة الأمريكية قبل نهاية العام، ودفع المتداولين إلى تقليص
رهاناتهم على مزيد من التيسير النقدي.
مراقبة بيانات أوروبا المقبلة
يترقب المستثمرون خلال الفترة المقبلة صدور حزمة من البيانات الاقتصادية الأوروبية وتصريحات مسؤولي البنك المركزي الأوروبي، سعيًا لتوضيح الصورة حول مسار السياسة
النقدية وإمكانية إعادة تسعير التوقعات بشأن الفائدة في منطقة اليورو.

