أسعار النفط تتراجع مع استيعاب الأسواق لخفض الفائدة الأمريكية وبيانات المخزونات المتباينة
تراجعت أسعار النفط خلال التداولات الآسيوية يوم الخميس، لتفقد جزءاً من زخمها بعد أن لامست أعلى مستوياتها في أسبوعين، مع قيام الأسواق بهضم قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
بخفض أسعار الفائدة، إلى جانب صدور بيانات متباينة حول مخزونات النفط في الولايات المتحدة.

مخاوف جيوسياسية وعقوبات تدعم الأسعار
شهدت أسعار الخام ارتفاعاً مطرداً في وقت سابق من الأسبوع، وسط تصاعد المخاوف من اضطرابات في إمدادات النفط الروسي نتيجة استمرار العمليات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا.
وزادت التوقعات بفرض مزيد من العقوبات الغربية على قطاع النفط الروسي من دعم الأسعار.
أثر حركة الدولار وقرار الفيدرالي
ساهم تراجع الدولار، قبل إعلان قرار الفيدرالي يوم الأربعاء، في تعزيز مكاسب النفط خلال الأيام الماضية. غير أسعار النفط أنّ العملة الأمريكية عادت للارتفاع يوم الخميس،
ما شكّل ضغطاً هبوطياً على أسعار الخام.
في هذا السياق، انخفضت عقود خام برنت لشهر نوفمبر بنسبة 0.5% إلى 67.62 دولاراً للبرميل، كما تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط
بالنسبة ذاتها إلى 63.37 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 05:01 صباحاً بتوقيت السعودية.
ورغم المكاسب المسجلة هذا الأسبوع، ما زالت أسعار النفط تسجل خسائر حادة منذ مطلع عام 2025، بفعل مخاوف تباطؤ الطلب العالمي
واحتمالات حدوث فائض في المعروض.

خفض الفائدة دون مفاجآت
أقرّ الاحتياطي الفيدرالي خفضاً للفائدة بواقع 25 نقطة أساس كما كان متوقعاً،
مع إشارته إلى نيته الاستمرار في سياسة التيسير النقدي خلال الأشهر المقبلة. وأظهر مؤشر CME FedWatch أن الأسواق تسعّر بنسبة 93% خفضاً مماثلاً في أكتوبر القادم.
ورغم أن تخفيض الفائدة عادة ما يعزز الطلب على النفط، أثار حديث الفيدرالي حول تباطؤ سوق العمل قلق المستثمرين، خاصة مع استمرار معدلات التضخم الأمريكية
وارتفاع الضغوط الناتجة عن زيادة الرسوم الجمركية، ما قد يحد من وتيرة التيسير في الفترة المقبلة.
عقب القرار، تعافى الدولار من أدنى مستوى له في ثلاثة أعوام ونصف، الأمر الذي انعكس سلباً على أسعار الخام.

بيانات مخزونات أمريكية متباينة
أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية هبوطاً غير متوقع في مخزونات النفط بنحو 9.285 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 12 سبتمبر،
إلى جانب انخفاض مخزونات البنزين بمقدار 2.3 مليون برميل نتيجة ارتفاع الصادرات.
إلا أن هذا التراجع قابله ارتفاع كبير في مخزونات المقطرات بنحو 4 ملايين برميل، ما يعكس تباطؤ الطلب على الوقود والمشتقات النفطية قبيل موسم الشتاء،
الذي يشهد عادة ضعفاً في الاستهلاك.