اليورو يتراجع تحت ضغط خفض التصنيف الائتماني لفرنسا وترقب إشارات جديدة من المركزي الأوروبي
تراجع اليورو في السوق الأوروبية يوم الاثنين مقابل سلة من العملات العالمية، متجهاً نحو تسجيل أول خسارة في ثلاثة أيام أمام الدولار الأمريكي، وسط تصاعد المخاوف حول الاستقرار
المالي في فرنسا بعد قيام وكالة فيتش بخفض التصنيف الائتماني لثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.

ضغوط من خفض التصنيف الائتماني الفرنسي
أثار قرار
وكالة فيتش يوم الجمعة خفض التصنيف الائتماني السيادي لفرنسا إلى مستوى AA- – وهو أدنى مستوى على الإطلاق – قلقاً واسعاً في الأوساط المالية العالمية. ويعكس هذا القرار مزيجاً من التوترات السياسية الداخلية وتفاقم مستويات الدين العام، ما زاد الضغوط على أسواق السندات الأوروبية وأثار مخاوف المستثمرين بشأن اتساع العدوى إلى اقتصادات أخرى داخل الاتحاد الأوروبي.
هذا التحول في النظرة الائتمانية دفع المتداولين للتخلي عن السندات الحكومية طويلة الأجل في أوروبا وبريطانيا والولايات المتحدة، ما عزز المخاوف من ارتفاع تكاليف الاقتراض العالمية
وزيادة الضغوط على الاستقرار المالي الدولي.
حركة الأسعار
تراجع اليورو مقابل الدولار بأكثر من 0.1% إلى 1.1722 دولار من سعر افتتاح عند 1.1735 دولار، بعد أن سجل أعلى مستوى عند 1.1736 دولار.
أنهى اليورو تعاملات الجمعة مرتفعاً بأقل من 0.1% مقابل الدولار، في ثاني مكسب يومي على التوالي.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، ارتفع اليورو بنسبة 0.2% أمام الدولار، مسجلاً ثاني مكسب أسبوعي على التوالي بدعم من تراجع توقعات خفض الفائدة الأوروبية مقابل ارتفاع احتمالات
خفض الفائدة الأمريكية.
سياسة الفائدة الأوروبية تحت المجهر
عقب اجتماع الأسبوع الماضي، أبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة الرئيسية ثابتة عند 2.15% – وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2022 – للاجتماع الثاني على التوالي، في خطوة جاءت متماشية مع التوقعات.
وأشار البنك في بيان السياسة النقدية إلى أن معدل التضخم يقترب من المستوى المستهدف عند 2% على المدى المتوسط، وأن تقييم مجلس الإدارة لتوقعات التضخم لم يتغير بشكل جوهري.
ونقلت مصادر مطلعة أن صانعي السياسات في المركزي الأوروبي لا يرون حاجة لمزيد من تخفيضات أسعار الفائدة لتحقيق هدف التضخم 2%، رغم التوقعات الاقتصادية التي تشير إلى إمكانية
انخفاض الفائدة خلال العامين المقبلين. كما رجّحت المصادر أنه ما لم تتعرض منطقة اليورو إلى صدمة اقتصادية كبيرة، فمن المتوقع أن تبقى تكاليف الاقتراض عند مستوياتها الحالية لبعض الوقت.
تسعير الأسواق… وتراجع رهانات الخفض
انخفضت تسعيرات سوق المال لاحتمالات خفض الفائدة الأوروبية بربع نقطة مئوية في أكتوبر من 30% إلى أقل من 10%.
وقلص المتداولون رهاناتهم على تخفيف السياسة النقدية، معتبرين أن دورة خفض الفائدة لهذا العام قد انتهت.
ويرى المستثمرون أن البيانات الاقتصادية المقبلة في أوروبا وتعليقات مسؤولي البنك المركزي الأوروبي ستكون حاسمة في إعادة تسعير توقعات خفض الفائدة خلال الأشهر المقبلة.

