هل يُقدم الفيدرالي على خفض الفائدة في سبتمبر؟ قراءة نقدية للتوقعات
بعد تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في منتدى جاكسون هول، ارتفعت توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة الأميركية بمقدار
ربع نقطة مئوية في اجتماع سبتمبر المقبل. لكن من وجهة نظري، أستبعد هذا السيناريو بشدة، وأرى أن الاحتمال الأقرب هو تثبيت الفائدة حتى ديسمبر،
مع إمكانية خفض وحيد بمقدار 25 نقطة أساس قبل نهاية العام.

تصريحات باول تحمل طابعًا سياسيًا
برأيي، اللهجة التي استخدمها باول لم تكن إشارة لتحول فعلي في مسار السياسة النقدية، بقدر ما كانت محاولة لامتصاص الضغوط المتزايدة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
المديح المفاجئ من ترامب لباول، بعد سلسلة من الانتقادات الحادة، يعزز من فرضية أن هذه التصريحات أقرب إلى رسائل سياسية منها إلى إشارات اقتصادية حقيقية.
التضخم ما زال يشكل ضغطًا
البيانات الأخيرة، خصوصًا مؤشر أسعار المنتجين لشهر يوليو، أظهرت عودة الأسعار للارتفاع، ما يعكس تسارعًا جديدًا في التضخم.
ومع تأثير الرسوم الجمركية المفروضة على تكاليف الإنتاج، من الصعب أن يُغامر الفيدرالي بخفض الفائدة الآن قبل أن يتأكد تمامًا من استقرار التضخم على المدى القريب.
مرونة سوق العمل الأميركي
رغم بعض البيانات الضعيفة مؤخرًا، أعتقد أن سوق العمل لا يزال يتمتع بمرونة كبيرة. التراجع الأخير في التوظيف يبدو مؤقتًا.
كما أن بيانات النمو الاقتصادي التي تجاوزت التوقعات في الربع الثاني، إلى جانب تسارع النشاط الصناعي والتجاري في الربع الثالث، كلها مؤشرات على استمرار قوة الاقتصاد الأميركي.

الخلاصة
الفيدرالي لن يتسرع في اتخاذ قرار خفض الفائدة خلال سبتمبر، بل سينتظر إشارات أوضح عن تباطؤ الأسعار وتراجع سوق العمل قبل أي خطوة. السيناريو الأكثر ترجيحًا،
من وجهة نظري، هو تثبيت الفائدة في سبتمبر، مع احتمال خفض وحيد في ديسمبر إذا توفرت الظروف المناسبة.


www.infinityecn.com