هل ينعش ضعف الدولار الأسهم الصينية؟ بين الآمال والواقع
مع استمرار تراجع الدولار الأمريكي دون مؤشرات واضحة على تعافيه القريب، يتساءل المستثمرون العالميون:
هل سيكون هذا التراجع دافعًا لانتعاش الأسهم الصينية من الفئة A، أم أن التأثير سيكون محدودًا هذه المرة؟

الأسواق الناشئة المستفيد الأكبر… لكن ماذا عن الصين؟
تاريخيًا، يُعد ضعف الدولار الأمريكي خبرًا إيجابيًا للأسواق العالمية، خصوصًا الأسواق الناشئة. ووفقًا لتحليلات UBS، فإن كل انخفاض بنسبة 10% في مؤشر
الدولار الأمريكي DXY يضيف عادةً حوالي 9% إلى الأداء النسبي لأسواق الدول الناشئة خلال العقد الماضي.
لكن بالنسبة للأسهم الصينية من الفئة A، فإن المكاسب المحتملة قد تكون أقل وضوحًا. فحتى نهاية الربع الأول من عام 2025،
لم تتجاوز حصة المستثمرين الأجانب من القيمة
السوقية للأسهم الصينية من الفئة A نسبة 3.4% فقط. وبالتالي، فإن أي تدفقات مالية إضافية ناجمة عن ضعف الدوولار ستظل محدودة التأثير.
تُشكل الأسهم الصينية من الفئة A نحو 17% فقط من مؤشر MSCI China، وهو ما يعكس حجمها الصغير نسبيًا في المحافظ الاستثمارية العالمية.
قطاعات مستفيدة من ضعف الدوولار
رغم محدودية تأثير التدفقات الأجنبية، إلا أن بعض القطاعات الصينية قد تستفيد بشكل مباشر من تراجع الدوولار، خصوصًا القطاعات التي تعتمد على
الديون المقومة بالدوولار. وتشمل هذه:
قطاع الأجهزة المنزلية
قطاع النقل
قطاع المعادن غير الحديدية
قطاع الإلكترونيات
ضعف الدوولار يساهم في خفض تكاليف التمويل بالدوولار لهذه الشركات، مما يعزز أرباحها.

“علاوة A/H”: مؤشر نفسي على حركة السوق
تشير UBS إلى أهمية مراقبة ما يعرف بـ “علاوة A/H”، وهي الفجوة بين أسعار الأسهم الصينية من الفئة A (المتداولة في شنغهاي أو شنتشن) وأسهم الفئة H (المتداولة في هونغ كونغ). تعتبر هذه العلاوة مقياسًا لسيولة السوق وللمشاعر الاستثمارية عبر الحدود.
رغم أن الدولار الهونغ كونغي مرتبط بالدولار الأمريكي، فقد أظهرت البيانات خلال الـ15 عامًا الماضية أن علاوة A/H تتحرك عادة في اتجاه معاكس لمؤشر الدولار DXY، بمعامل ارتباط بلغ 0.83. أي أن العلاوة تميل للارتفاع عندما يقوى الدولار، بسبب اختلافات السيولة بين السوقين أكثر من كونها انعكاسًا لتغيرات أسعار الصرف المباشرة.
الأسهم من الفئة H تستفيد أكثر
استفادت أسهم الفئة H المدرجة في هونغ كونغ، والتي تمثل وزنًا أكبر في مؤشرات الأسواق الناشئة، من التدفقات العالمية الأخيرة للصناديق الاستثمارية. في المقابل، لا تزال سيولة الأسهم من الفئة A محدودة، ما يحدّ من استفادتها من ضعف الدولار مقارنة بنظيرتها المدرجة في هونغ كونغ.
