الليرة التركية تتراجع لمستوى تاريخي جديد وسط تصعيد سياسي يزيد مخاوف المستثمرين
سجّلت الليرة التركية تراجعًا تاريخيًا جديدًا خلال تعاملات يوم الاثنين، إذ تخطت حاجز 40 ليرة مقابل الدولار، في أول كسر لهذا المستوى منذ اضطرابات الأسواق في مارس الماضي.
وجاء هذا التراجع في ظل تصعيد سياسي جديد أثار قلق المستثمرين بشأن مستقبل الاستقرار في البلاد.

وفي تطور لافت خلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلنت السلطات التركية فتح تحقيق رسمي مع رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزَل، واعتقلت عددًا إضافيًا من رؤساء البلديات التابعين
للحزب، في خطوة يُنظر إليها على أنها تصعيد قانوني ضد المعارضة.

فقد أعلنت النيابة العامة عن فتح تحقيق مع رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزَل، بتهم تتعلق بـ”إهانة الرئيس وتهديد مسؤولين عموميين”، بعد خطاب هاجم فيه قرارات الحكومة
واعتقال ثلاثة من رؤساء البلديات المعارضين، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة جديدة لتقييد المعارضة في البلاد.
في المقابل، يرى محللون اقتصاديون أن الضغوط السياسية المتصاعدة، إلى جانب التحديات الاقتصادية المتراكمة مثل ارتفاع التضخم، واتساع عجز الحساب الجاري، وغياب سياسات نقدية
صارمة، كلها عوامل تضعف من قدرة الليرة على الصمود. ووسط هذا المناخ المتأزم، يُرجّح أن تستمر الضغوط على العملة المحلية ما لم تتخذ السلطات خطوات حاسمة نحو استعادة الثقة.
وفي حين تُواصل الأسواق مراقبة المشهد الداخلي عن كثب، فإن هذا التراجع الحاد في قيمة الليرة قد يُعيد رسم الحسابات لدى المستثمرين الأجانب ويزيد من كلفة المعيشة على المواطنين
، خصوصًا في ظل استمرار ارتفاع أسعار الواردات وفقدان القوة الشرائية.

www.infinityecn.com