الدولار الأميركي في مفترق طرق: هل تُشعل التعريفات الجمركية موجة تضخم جديدة؟
يقف الدولار الأميركي أمام اختبار حاسم هذا الصيف، إذ سيعتمد مستقبله القريب على ما إذا كانت البيانات الاقتصادية المقبلة ستُظهر أن التعريفات الجمركية ستؤدي
إلى موجة تضخم حقيقية، أم أنها مجرد ضغوط مؤقتة تفتح الباب أمام استئناف دورة خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
ووفقًا لتقرير حديث أصدره استراتيجيو بنك أوف أمريكا، فقد شهد الدولار انخفاضًا حادًا خلال النصف الأول من عام 2025، بسبب الضبابية الاقتصادية والسياسية،
بالإضافة إلى تغيرات في انكشاف الأسواق العالمية على العملات الأجنبية، ما جعل الدولار عرضة لمزيد من الضغوط باعتباره المتلقّي الرئيسي لعلاوة المخاطر الأميركية.

هل يتحرك الفيدرالي نحو خفض الفائدة؟
أوضح التقرير أن الاحتياطي الفيدرالي ما يزال مترددًا في اتخاذ قرار بخفض الفائدة في ظل حالة عدم اليقين بشأن مدى تأثير التعريفات على التضخم. ومع ذلك، فإن تصريحات
جيروم باول مؤخرًا فتحت الباب “بشكل خفي” لاحتمال العودة إلى سياسة التيسير النقدي إذا لم تظهر البيانات الصيفية ارتفاعًا حقيقيًا في التضخم.
ويأتي هذا في ظل ضغوط سياسية متزايدة من الإدارة الأميركية تطالب الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، لتقليل عبء تكلفة الفائدة على الديون، وهو ما أعاد طرح تساؤلات حول
استقلالية البنك المركزي.

تسعير السوق والتوقعات
تُسعّر الأسواق حاليًا إمكانية خفض الفائدة بمقدار 28 نقطة أساس بحلول سبتمبر، إلا أن محللي بنك أوف أمريكا يرون أن هذا السيناريو قد لا يكون كافيًا لعكس المسار الهابط للدولار،
خاصة في ظل استمرار شبح التخفيضات كعامل مؤثر في تسعير الدولار.
الخلاصة
يرتبط مستقبل الدولار خلال الصيف بعاملين رئيسيين:
هل ستُثبت البيانات القادمة أن التعريفات تسببت فعلًا في رفع التضخم؟
وهل سيتحرك الفيدرالي سريعًا نحو خفض الفائدة إذا خابت هذه التوقعات؟
حتى تتضح الإجابة، يبقى الدولار تحت ضغط مستمر، وسط شكوك متزايدة بشأن السياسة النقدية والاستقلال المؤسسي للفيدرالي.

www.infinityecn.com