هل بدأت موجة الصعود الكبرى في الأسواق الناشئة؟
خلاصة سريعة: المؤشرات تميل إلى “نَعَم… ولكن بشروط”. الأداء قوي منذ مطلع 2025، وتراجُع الدولار وريوع السندات الجذّابة يدعمان الزخم،
لكن تدفقات الأموال ما تزال انتقائية ومخاطر الصين/التجارة قائمة.
أين نقف الآن؟
الأسهم: مؤشر MSCI EM حقق عائداً قويًا خلال 12 شهرًا يقارب +27% حتى أواخر أكتوبر 2025، مع مكاسب YTD لمنتج EEM بنحو +32%
إشارة واضحة إلى عودة شهية المخاطرة إلى فئة الأصول هذه.
الائتمان (السندات المقومة بالدولار): اتسع الأداء الإيجابي مؤخراً مع انكماش فروق العائد الأسبوع الماضي بنحو 8 نقاط أساس على مستوى
المؤشر بدعم أقوى من الشريحة مرتفعة العائد.
الدولار الأميركي: هبوط مؤشر الدولار DXY بنحو ملحوظ خلال 2025 وفّر ريحاً مواتية للأسواق الناشئة عبر تقليل كلفة التمويل الخارجي
ورفع أسعار الأصول المقومة بالعملة المحلية.
الأساسيات الاقتصادية: دعم “كبير لكن غير كافٍ”
صندوق النقد يتوقع نمو الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية ~4.2% في 2025 مقابل ~1.5% للمتقدمة فجوة نمو تساند أطروحة الصعود النسبي.
التدفقات: مع أن الصورة تحسّنت خلال العام، شهد سبتمبر تباطؤاً في صافي التدفقات إلى $26 مليار (أدنى منذ مايو)، مع خروج قوي من الأسهم
الصينية يقابله إقبال على دين الأسواق الناشئة خارج الصين—أي أن المستثمرين انتقائيون لا يزالون.

ما الذي يقود الزخم؟
تقييمات جذّابة نسبياً بعد أعوام من التخلف عن الأسواق المتقدمة، مع تحسّن شهية المستثمرين للأسهم والسندات الناشئة (عوائد سندات الشركات
EM HY بين 6–7.5% تجذب الكروس أوفر.
تراجع الدولار + اتجاه عالمي لخفض الفائدة يدعمان العملات المحلية والسندات المحلية، ويقللان ضغط خدمة الدين بالدولار.
أين تكمن المخاطر؟
الصين: التعافي ما زال “متدرجاً” مع عبء العقارات—أي مفاجآت سلبية قد تُعطّل القصة الكلية للأسواق الناشئة.
التجارة العالمية/الحمائية: تحذيرات البنك الدولي من أثر الحروب التجارية على ثلثي الاقتصادات النامية في 2025 تعني أن مسار الصعود ليس مضموناً للجميع.
التدفّقات الهشّة: تباطؤ صافي التدفقات في سبتمبر يذكّر بأن الزخم ممكن أن يتقلّب سريعاً إذا ارتدّ الدولار أو تشددت الأوضاع المالية.
الحكم النهائي: موجة صعود مبكرة–متوسطة… لكنها انتقائية
المعطيات الحالية (أداء قوي للأسهم، تشديد فروق الائتمان، دولار أضعف، نمو EM أعلى من المتقدمة) تدعم سردية بداية/منتصف موجة صعود في الأسواق الناشئة.
لكن نجاحها الهيكلي يتوقف على:
استمرار ضعف الدولار
انضباط التضخم المحلي يسمح بمزيد من الخفض في الفائدة
عدم تفاقم تباطؤ الصين
هدوء الاحتكاكات التجارية.
خريطة متابعة سريعة (عمليّة للمستثمر/المتداول)
المؤشر القائد: MSCI EM مقابلS&P 500 للرؤية النسبية
الدولار/عوائد أميركية: أي ارتداد قوي في DXY أو قفزة بعوائد الخزانة قد يقطع الزخم.
الصين: مسار إعادة هيكلة العقارات والتحفيز المستهدف.
التدفّقات (IIF): هل تعود إلى الأسهم على نطاق أوسع أم تبقى مركّزة في الدَّين؟
الخلاصة التنفيذية: نعم، توجد بوادر موجة صعود كبرى—لكنها ذكية وانتقائية أكثر من كونها شاملة. التركيز على الجيوب الأقوى (اقتصادات النمو الهيكلي مثل
الهند/المكسيك/إندونيسيا، ومصدّري السلع ذوي الانضباط النقدي) مع مراقبة الدولار والصين يظلّ نهجًا متزنًا. (ليس نصيحة استثمارية).

