هدوء حذر في سوق العملات مع تماسك الدولار وضغوط مستمرة على اليورو
استقر الدولار الأمريكي مقابل أغلب العملات الرئيسية خلال تداولات يوم الاثنين، في جلسة هادئة سبقت نهاية العام، وسط غياب المحفزات الاقتصادية وتراجع أحجام التداول. وواصل مؤشر الدولار تعافيه ليصل إلى مستوى 98.05 نقطة، ما يعكس احتفاظ العملة الأمريكية بقوتها أمام سلة العملات العالمية
ويأتي هذا الأداء في وقت يترقب فيه المستثمرون نشر محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، والذي قد يكشف عن انقسامات داخلية بشأن مسار أسعار الفائدة في عام 2026، وهو عامل محوري في تسعير العملات وتحركات أسواق الصرف الأجنبي
اليورو يتراجع مع ضعف رهانات خفض الفائدة الأوروبية
في المقابل، تراجع اليورو في السوق الأوروبية مقابل الدولار، متأثرًا بانخفاض احتمالات إقدام البنك المركزي الأوروبي على خفض أسعار الفائدة في فبراير 2026. وسجل زوج اليورو/الدولار مستوى 1.1764 دولار، في ظل تحسن نسبي للبيانات الاقتصادية الأوروبية، لكنه غير كافٍ لدعم العملة الموحدة
ويواصل المستثمرون متابعة بيانات التضخم والبطالة والأجور في منطقة اليورو، باعتبارها المحرك الأساسي لتوقعات السياسة النقدية، والتي تُعد عنصرًا جوهريًا في تحديد اتجاه العملات خلال المرحلة المقبلة
العملات المرتبطة بالسلع تحت الضغط
في سياق متصل، تراجع الدولار الكندي بنسبة 0.2% مقابل الدولار الأمريكي، كما انخفض الدولار الأسترالي بنحو 0.4%، في ظل استمرار قوة العملة الأمريكية وهيمنتها على سوق العملات مع اقتراب نهاية العام
فجوة الفائدة ترجّح كفة الدولار
ورغم خفض الفائدة الأمريكية الأخير، لا تزال فجوة أسعار الفائدة تميل لصالح الولايات المتحدة بنحو 160 نقطة أساس مقارنة بمنطقة اليورو، وهو ما يمنح الدولار أفضلية واضحة أمام اليورو ويحدّ من فرص تعافي العملة الأوروبية على المدى القصير
قراءة تحليلية
تعكس تحركات السوق الحالية حالة ترقّب حذر، مع ميل المستثمرين إلى تثبيت المراكز انتظارًا لإشارات أوضح من الاحتياطي الفيدرالي. وفي حال جاءت المحاضر بنبرة أقل ميلاً للتيسير، قد يواصل الدولار تفوقه، بينما يظل اليورو بحاجة إلى محفزات اقتصادية أقوى لتغيير المسار

