مؤشر S&P 500: نظرة شاملة على طبيعته، آليات تداوله، وحكمه الشرعي
تُعد مؤشرات الأسهم من بين أكثر فئات الأصول المالية جذبًا للمتداولين عبر الإنترنت، ويبرز من بينها مؤشر S&P 500 – المعروف أيضًا باسم SPX – كأحد أكثر المؤشرات تداولًا عالميًا. يرى فيه المستثمرون فرصة واعدة لتحقيق أرباح مرتفعة، إلا أن هذا المؤشر، على الرغم من شعبيته وانتشاره، يثير جدلًا واسعًا في المنطقة العربية حول مشروعية التداول عليه من المنظور الديني.

ما هو مؤشر S&P 500؟
مؤشر Standard & Poor’s 500 أو S&P 500 هو أحد أعرق وأهم مؤشرات سوق الأسهم الأمريكية. تم إطلاقه عام 1957 من قِبل وكالة “ستاندرد آند بورز”، ويُعد اليوم من أبرز المقاييس التي يعتمد عليها المستثمرون لقياس أداء السوق الأمريكي، خاصةً أن المؤشر يضم أسهم 500 من أكبر الشركات الأمريكية المدرجة، والتي يتم اختيارها بناءً على القيمة السوقية.
ومع نهاية عام 2022، بات المؤشر يضم فعليًا 503 سهمًا، نتيجة إدراج شركات تطرح أكثر من فئة واحدة من الأسهم، مثل شركة Alphabet المالكة لمحرك البحث “جوجل”.
القطاعات الممثلة في مؤشر S&P 500
يضم المؤشر شركات تنتمي إلى مختلف القطاعات الاقتصادية، مما يجعله مؤشرًا شاملاً يعكس تنوع الاقتصاد الأمريكي. تتوزع نسب تمثيل القطاعات وفقًا لوزن كل شركة في المؤشر بناءً على قيمتها السوقية، ومن أبرز هذه القطاعات: التكنولوجيا، الصحة، الصناعة، المالية، والسلع الاستهلاكية.

معايير إدراج الشركات في المؤشر
للانضمام إلى S&P 500، يجب أن تستوفي الشركة مجموعة من الشروط، أبرزها:
ألا تقل القيمة السوقية عن 14.6 مليار دولار أمريكي.
أن تكون شركة أمريكية الجنسية.
ألا تقل نسبة الأسهم المتاحة للتداول عن 10%.
تحقيق أرباح في الربع الأخير قبل الإدراج.
الالتزام بمتطلبات السيولة والشفافية المالية.
كيف يتم تداول مؤشر S&P 500؟
نظرًا لكون S&P 500 مؤشرًا وليس أصلًا ماليًا ملموسًا، فلا يمكن شراؤه مباشرة. ومع ذلك، يمكن التداول عليه من خلال إحدى الطريقتين:
الصناديق المتداولة (ETFs): مثل صندوق SPY، الذي يتبع أداء المؤشر بشكل مباشر.
عقود المشتقات المالية: كعقود الفروقات (CFDs) وعقود الخيارات (Options)، والتي تسمح بالربح من تقلبات المؤشر دون امتلاك الأسهم فعليًا.
يمكن فتح مركز شراء إذا توقعت ارتفاع المؤشر.
ويمكن فتح مركز بيع إذا توقعت انخفاضه.

حكم تداول مؤشر S&P 500 في الشريعة الإسلامية
يثير تداول مؤشرات الأسهم، وخاصة مؤشر SPX، تساؤلات دينية متعددة. وقد أصدر مجمع الفقه الإسلامي خلال مؤتمره السابع في جدة عام 1992 فتوى بتحريم التداول على المؤشرات استنادًا إلى الأسباب التالية:
عدم وجود أصل ملموس: فالمؤشر مجرد قيمة إحصائية، وليس أصلًا ماليًا حقيقيًا يمكن تملكه، وبالتالي يُعد التداول عليه شكلًا من أشكال المقامرة.
استخدام الرافعة المالية: وهي أداة مالية تتيح للمستثمر التداول بأموال مقترضة، ما يضعها في دائرة الربا المحرم شرعًا.
متى يكون استخدام مؤشر S&P 500 جائزًا شرعًا؟
رغم تحريم التداول المباشر على المؤشر، فإن استخدامه كأداة تحليلية أو مرجعية استرشادية مسموح به شرعًا. يمكن للمستثمرين الاعتماد على أداء المؤشر في تقييم الوضع العام للسوق الأمريكي، وتحديد الفرص الواعدة للاستثمار في أسهم الشركات المُدرجة فيه، ما يساعدهم على اتخاذ قرارات تداول مدروسة ضمن الضوابط الشرعية.
