تراجع أسعار النفط وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية ومخاوف العقوبات على روسيا
تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام في التداولات الآسيوية صباح الثلاثاء، مع استمرار تقييم الأسواق لتداعيات التوترات الجيوسياسية وازدياد احتمالات فرض عقوبات جديدة على صادرات الطاقة الروسية.
أداء العقود الآجلة
في بورصة نيويورك التجارية، انخفضت عقود الخام الأمريكي تسليم نوفمبر بنسبة 0.58% إلى 61.92 دولار للبرميل، بعد أن لامست أدنى مستوى عند 61.90 دولار.
ومن المتوقع أن يجد الخام نقاط دعم عند 61.61 دولار ومقاومة عند 64.20 دولار.
أما عقود خام برنت لشهر نوفمبر فتراجعت بنسبة 0.63% إلى 66.15 دولار للبرميل، ليبلغ الفارق بين خام برنت وغرب تكساس الوسيط نحو 4.23 دولار للبرميل.
وفي الوقت نفسه، ارتفع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية – بنسبة طفيفة بلغت 0.01% إلى 96.97.
اعتباراً من الساعة 04:47 بتوقيت السعودية، استمرت الضغوط على أسعار النفط حيث تراجعت عقود خام برنت بنسبة 0.3% إلى 66.36 دولار للبرميل، فيما انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بالنسبة نفسها إلى 62.10 دولار للبرميل. وكان الخامان قد أغلَقا تعاملات الاثنين على انخفاض طفيف بعد إعلان العراق زيادة صادراته النفطية بموجب اتفاقية أوبك+، مما أثار مخاوف من فائض في المعروض.

توترات الشرق الأوسط وأوكرانيا
تشهد المنطقة تصعيداً حاداً، إذ واصلت القوات الإسرائيلية قصف غزة طوال الليل، ما أدى إلى إغلاق مستشفيات وأثار انتقادات دولية واسعة. وفي الأمم المتحدة، دعم تحالف من الدول الاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية، وهو ما ترفضه إسرائيل والولايات المتحدة، ما يعمّق حالة عدم اليقين في منطقة تمثل نحو ثلث إمدادات النفط العالمية.
في موازاة ذلك، كثّفت أوكرانيا هجمات الطائرات المسيرة على البنية التحتية للطاقة الروسية، ما ألحق أضراراً بعدة مصافٍ وأدى إلى تعليق عمليات التحميل في محطة رئيسية مطلع الشهر الجاري، الأمر الذي يسلّط الضوء على هشاشة طرق التصدير الروسية ويثير تساؤلات حول قدرة موسكو على الحفاظ على مستويات إنتاجها الحالية.

عقوبات أوروبية مرتقبة
يستعد الاتحاد الأوروبي لإطلاق حزمة جديدة من العقوبات تهدف إلى تشديد القيود على صادرات الطاقة الروسية، مع تركيز خاص على واردات الغاز الطبيعي المسال،
إضافة إلى معاقبة الوسطاء في الدول الثالثة الذين يسهلون استمرار التجارة الروسية.
في الوقت نفسه، صعّدت واشنطن ضغوطها على حلفائها، داعية إلى فرض تعريفات جمركية أعلى على السلع القادمة من الصين والهند رداً على استمرار شرائهما النفط الروسي.
ومن شأن هذه الخطوات، في حال تنفيذها بصرامة، أن تزيد من اضطرابات سلاسل التوريد العالمية.
ورغم كل هذه المخاطر الجيوسياسية، لا تزال المخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي تكبح أي مكاسب محتملة لأسعار النفط.
