بيتكوين عالق في نطاق ضيق مع استمرار الضغوط المؤسسية وترقّب بيانات التضخم
واصلت عملة بيتكوين تداولها ضمن نطاق عرضي محدود خلال جلسة الأربعاء، مستقرة قرب مستوى 87 ألف دولار، في ظل غياب محفزات جديدة تدعم الاتجاه الصاعد،
واستمرار حالة الحذر التي تسيطر على المستثمرين نتيجة تدفقات الخروج المتواصلة من صناديق ETF الفورية في الولايات المتحدة، إلى جانب الغموض المحيط بمسار السياسة النقدية الأميركية.
وسجّلت العملة المشفرة الأكبر في العالم سعرًا قرب 86,748 دولارًا خلال التعاملات الصباحية بتوقيت السعودية، دون تغيّر يُذكر، ما يعكس حالة الترقّب التي تحكم السوق، مع تراجع
شهية المخاطرة وفتور السيولة، رغم استقرار نسبي في الأسواق التقليدية.
خروج السيولة المؤسسية يضغط على الأسعار
تعرّضت بيتكوين لمزيد من الضغوط خلال الأيام الماضية بعد تسجيل عمليات استرداد صافية متكررة من صناديق ETF الفورية، وهو ما أثار تساؤلات حول قوة الطلب المؤسسي في المرحلة الحالية، خاصة بعد أن شكّلت هذه الصناديق أحد أعمدة الدعم الرئيسية للارتفاعات المسجلة في وقت سابق من العام.
وفي ظل تراجع هذا الدعم، باتت السوق أكثر حساسية لأي إشارات اقتصادية أو نقدية قادرة على إعادة توجيه التدفقات الاستثمارية.

الفيدرالي يربك التوقعات
على صعيد الاقتصاد الكلي، أعادت البيانات الأميركية الأخيرة حالة عدم اليقين إلى الواجهة، بعدما أظهرت تباطؤًا في نمو الوظائف وارتفاعًا تدريجيًا في البطالة، وهي مؤشرات تعكس بداية تهدئة في سوق العمل، لكنها لا تمنح الاحتياطي الفيدرالي مساحة كافية للإسراع في خفض أسعار الفائدة، في وقت لا يزال فيه التضخم فوق المستويات المستهدفة.
هذا التناقض بين بيانات العمالة والتضخم أبقى الأسواق في حالة ارتباك تسعيري، ما انعكس مباشرة على الأصول عالية المخاطر، وفي مقدمتها العملات الرقمية.
ويترقّب المستثمرون الآن صدور بيانات التضخم الأميركية يوم الخميس، باعتبارها العامل الأكثر تأثيرًا في رسم ملامح السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.
العملات البديلة تتحرك بهدوء
بالتوازي مع استقرار بيتكوين، أظهرت معظم العملات البديلة تحركات محدودة في ظل ضعف السيولة وتراجع النشاط التداولي.
تراجعت إيثيريوم بنسبة طفيفة إلى حدود 2,935 دولارًا، في حين سجّلت XRP أداءً أفضل بارتفاع يقارب 1.4%. أما سولانا فسجّلت تراجعًا هامشيًا، بينما بقيت كاردانو وبوليجون دون تغيّر يُذكر. وفي فئة العملات الميمية، ارتفعت دوجكوين بشكل طفيف، مقابل تراجع محدود لعملة $TRUMP.

نظرة عامة
يبقى المشهد العام لسوق العملات المشفّرة رهين تدفقات السيولة المؤسسية واتجاه السياسة النقدية الأميركية، مع استمرار التداولات العرضية وغياب الزخم الواضح، بانتظار بيانات اقتصادية قادرة على كسر حالة الترقّب الحالية وتحديد الاتجاه التالي للأسعار.