بيتكوين بين النجاة والانفجار: قرار الفيدرالي الذي سيحسم اتجاه السوق
شهدت سوق العملات الرقمية حالة من الذعر بعدما تعرضت بيتكوين لموجة بيع حادة دفعتها إلى أدنى مستوياتها منذ سبعة أشهر.
ورغم الضغط الشديد، تمكنت العملة الأكبر في العالم من التماسك فوق مستويات دعم محورية، ما أبقى احتمالات التعافي قائمة.
ومع ذلك، يبقى السوق في حالة ترقّب شديد لقرار واحد قد يحدّد اتجاه الحركة القادمة—سواء نحو موجة صعود قوية أو انهيار جديد.
أولاً: موجة البيع الأخيرة – ماذا حدث؟
تعرضت بيتكوين خلال هذا الأسبوع لموجة بيع ضخمة دفعتها للتراجع نحو 80,553 دولار، وهو أدنى مستوى لها منذ أشهر، وسط تدفق أوامر
بيع من مستثمرين كبار وصناديق مؤسسية. هذا الهبوط دفع الأسواق إلى إعادة تقييم احتمالات نهاية العام، حيث ارتفعت توقعات أن تُنهي
بيتكوين 2025 دون مستوى 90,000 دولار إلى حوالي 50%. وتشير البيانات إلى أن عمليات البيع جاءت نتيجة ضعف عام في شهية المخاطرة،
وتذبذب توقعات المستثمرين بخصوص خفض أسعار الفائدة الأميركية.
ثانياً: المفترق الحاسم – القرار الذي يغيّر كل شيء
يراقب المستثمرون حالياً قراراً مفصلياً:
قرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة. إذا أعلن البنك المركزي خفضاً واضحاً في الفائدة خلال اجتماعه القادم، فقد تكون إشارة
انطلاق قوية لعودة التدفقات نحو الأصول عالية المخاطر، وعلى رأسها بيتكوين. أما إذا جاء القرار محافظاً أو أقل دعماً مما تتوقعه الأسواق، فقد
نشهد موجة ضغط جديدة قد تعيد دفع السعر دون مستويات دعم حساسة. كما يترقب السوق قراراً إضافياً من مؤسسة MSCI حول كيفية تصنيف
شركات الخزانة الرقمية. أي تصنيف غير مواتٍ قد يؤدي إلى عمليات بيع تلقائية من الصناديق التي تتبع المؤشرات العالمية، ما يشكل ضغطاً جديداً
على السوق.

ثالثاً: مستويات يجب مراقبتها
80,000 دولار: الدعم الأكثر حساسية حالياً. كسره يعني احتمالية امتداد الهبوط.
90,000 دولار: السقف النفسي الذي يحاول السوق الدفاع عنه مع اقتراب نهاية العام.
أحجام التداول: أي ارتفاع مفاجئ في حجم البيع أو الشراء قد يكشف مبكراً اتجاه الحركة القادمة.
الفجوة بين العقود الآجلة والسوق الفوري: اتساع الفجوة عادة ما يشير إلى تغيّر قريب في الاتجاه.
الخلاصة
بيتكوين في مرحلة دقيقة للغاية—نجت من موجة بيع شرسة، لكنها لم تدخل بعد في منطقة الأمان. قرار واحد منتظر من الاحتياطي الفيدرالي
قد يكون الشرارة التي تحدد ما إذا كانت العملة تتجه إلى موجة صعود قوية، أو أن السوق مقبل على هبوط جديد.
باختصار: الفرصة موجودة… لكن المخاطر أيضاً في أعلى مستوياتها، ومتابعة القرارات القادمة ستكون مفتاح الحركة.