الين الياباني يحاول التعافي قبيل قرارات الاحتياطي الفيدرالي… وUSDJPY أمام مفترق طرق
يحاول الين الياباني تسجيل تعافٍ محدود خلال تعاملات اليوم، بعد موجة ضغط قوية دفعته إلى مستويات ضعيفة تاريخيًا،
وذلك مع ترقّب الأسواق لقرارات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وما قد تحمله من إشارات حول مستقبل السياسة النقدية.
هذا الترقّب دفع المستثمرين إلى تقليص مراكزهم على الدولار مؤقتًا، ما منح الين بعض الدعم الفني في المدى القصير.
وجاء هذا التحسن النسبي في أداء الين متزامنًا مع تراجع طفيف في قوة الدولار الأميركي وانخفاض محدود في عوائد السندات،
في ظل إعادة تقييم رهانات السوق بشأن استمرار التشدد النقدي. وعلى إثر ذلك، تحرك زوج الدولار/ين (USDJPY) ضمن نطاق
ضيق بعد تسجيل قمم مرتفعة خلال الجلسات الماضية، في إشارة إلى حالة التردد التي تسيطر على المتعاملين قبيل صدور القرار المرتقب.
ورغم هذا التعافي المؤقت، لا تزال الضغوط الأساسية قائمة على العملة اليابانية، إذ تستمر الفجوة الواسعة بين السياسة النقدية لبنك اليابان
ونظيرتها الأميركية. فبينما يحافظ الاحتياطي الفيدرالي على مستويات فائدة مرتفعة، لا يزال بنك اليابان يتبع نهجًا حذرًا للغاية، ما يحد من قدرة
الين على تحقيق صعود مستدام دون تغيّر واضح في السياسة النقدية العالمية.
من الناحية الفنية، يواجه زوج USDJPY منطقة مفصلية حاسمة. ففي حال كسر السعر والاستقرار دون نطاق 152.00 – 151.80، قد يتعزز سيناريو
التصحيح الهابط مستهدفًا مستويات 151.20 ثم 150.50، بدعم من أي لهجة أقل تشددًا من الفيدرالي أو استمرار تراجع العوائد الأميركية. أما في
حال جاءت قرارات الفيدرالي بنبرة متشددة وعادت قوة الدولار، فإن اختراق مستويات 152.80 – 153.00 قد يعيد الزخم الصاعد ويفتح الطريق
نحو 153.80 ثم 154.50.
بشكل عام، يتحرك زوج الدولار/ين في مرحلة حساسة تتسم بارتفاع تأثير الأخبار، حيث يُنظر إلى التحركات الحالية على أنها تصحيح فني وانتظار
لاتجاه واضح أكثر من كونها تغييرًا جذريًا في المسار. وعليه، يفضّل المتداولون التعامل مع السوق بحذر، مع إدارة صارمة للمخاطر وانتظار تأكيد
الاتجاه بعد قرارات الاحتياطي الفيدرالي قبل اتخاذ قرارات تداول حاسمة.
