النفط يستعيد زخمه بدعم من تصريحات ترامب وتراجع الدولار وسط مخاوف الإمدادات العالمية
ارتفعت أسعار النفط الخام في التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الخميس، بدعم من توقعات انخفاض الإمدادات بعد أن صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الهند تعتزم وقف شراء النففط الروسي قريبًا،
وهو ما أثار مخاوف من تراجع المعروض في الأسواق العالمية.
كما ساهم تراجع الدولار الأمريكي في تعزيز أسعار الخام، بعد تصريحات تميل إلى التيسير من رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مما عزز الرهانات على خفض جديد في أسعار الفائدة خلال اجتماع أكتوبر المقبل.

التحركات السعرية في الأسواق
الأصل |
الشهر |
السعر (دولار/برميل) |
نسبة التغير |
أعلى مستوى |
أدنى مستوى |
ملاحظات |
خام غرب تكساس الوسيط (WTI) |
نوفمبر |
58.79 |
+0.89% |
59.00 |
57.68 |
دعم رئيسي عند 57.68 ومقاومة عند 60.17 |
خام برنت |
ديسمبر |
62.57 |
+1.10% |
62.80 |
61.50 |
ارتداد من أدنى مستوى في 5 أشهر |
مؤشر الدولار الأمريكي |
— |
98.28 |
-0.26% |
— |
— |
التراجع يعزز أسعار السلع المقومة بالدولار |
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه تلقى تأكيدات من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بأن بلاده ستخفض مشترياتها من النففط الروسي “في وقت قريب”،
في خطوة قد تؤدي إلى تشديد المعروض العالمي خلال الأشهر القادمة.
ورغم عدم تأكيد الحكومة الهندية رسميًا لهذه التصريحات، إلا أن الأسواق تفاعلت معها بسرعة، نظرًا إلى أن الهند تُعد أحد أكبر مستوردي النففط عالميًا، إلى جانب الصين،
وهما من أبرز المشترين للنفط الروسي بأسعار منخفضة منذ اندلاع الحرب الأوكرانية.
وفي أغسطس الماضي، فرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 50% على الهند بسبب وارداتها النفطية من روسيا، مشيرًا إلى أنه سيحث الصين على اتخاذ خطوة مماثلة
لتقليص اعتمادها على النففط الروسي.
الضغوط لا تزال قائمة رغم المكاسب
ورغم ارتفاع الأسعار اليوم، لا تزال أسواق النففط تواجه تحديات متعددة، أبرزها تدهور العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد تهديد ترامب بفرض
رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية.
كما حذّرت وكالة الطاقة الدولية من أن عام 2026 قد يشهد فائضًا أكبر في المعروض النفطي مقارنة بالتقديرات السابقة، مع استمرار ضعف الطلب العالمي وزيادة إنتاج أوبك+.
وأشارت الوكالة إلى أن الطلب على النفط يتراجع تدريجيًا في معظم الاقتصادات الكبرى، وهو ما قد يعيد الأسواق إلى حالة من الإفراط في المعروض.
الفيدرالي الأمريكي وتراجع الدولار
من جهة أخرى، استفادت أسعار النفط من انخفاض الدولار الأمريكي بعد أن ألمح جيروم باول إلى أن البنك المركزي الأمريكي يقترب من مرحلة خفض الفائدة،
في ظل ضعف سوق العمل ومخاطر التضخم.
هذا التراجع في العملة الأمريكية جعل السلع المقومة بالدولار، ومنها النفط، أكثر جاذبية للمستثمرين العالميين، ما ساهم في دعم الأسعار على المدى القصير.

ترقب بيانات المخزون الأمريكي
تتجه الأنظار خلال الأيام المقبلة إلى تقرير المخزون النفطي الأمريكي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة، للحصول على مؤشرات أوضح حول اتجاه الطلب في أكبر مستهلك للوقود في العالم،
خاصة في ظل استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي عطّل بعض التقارير الاقتصادية الرسمية.
ويرى المحللون أن أي تراجع ملحوظ في مستويات المخزون قد يدعم الأسعار مؤقتًا، بينما ستبقى توقعات الطلب الضعيفة والضبابية التجارية عوامل ضغط على المدى المتوسط.
يتداول النفط حاليًا بين دعم مؤقت من تصريحات ترامب وضعف الدولار، وبين ضغوط هيكلية ناتجة عن تراجع الطلب العالمي وزيادة الإنتاج من أوبك+.
وفي ظل استمرار حالة الترقب الحذر، ستظل تحركات الأسعار مرتبطة بمدى وضوح بيانات المخزون الأمريكي وتطورات السياسة النقدية والتجارية العالمية خلال الأسابيع المقبلة.
