النفط والذهب يواصلان تقلباتهما مع ترقب الأسواق للمحفزات الجيوسياسية والنقدية
شهدت أسعار النفط ارتدادًا محدودًا خلال التداولات الآسيوية اليوم الاثنين، بعد تكبدها خسائر قوية في الجلسة السابقة، في مشهد يعكس توازنًا دقيقًا بين عوامل دعم جيوسياسية قصيرة الأجل ومخاوف هيكلية أعمق تتعلق بتخمة المعروض العالمي خلال السنوات المقبلة جاء هذا الارتفاع بدعم من تعثّر المساعي الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، إذ أعاد غياب أي اختراق ملموس في محادثات السلام تسعير جزء من علاوة المخاطر الجيوسياسية في السوق. ومع ذلك، بقيت المكاسب محدودة، في ظل إدراك المستثمرين أن الضغوط الأساسية على جانب المعروض لم تختفِ، وقد تتفاقم مع دخول عام 2026.
من زاوية تحليلية، يُظهر سلوك السوق أن النفط لم يعد يتفاعل مع الأخبار السياسية بنفس الحدة السابقة، حيث لم تكن التصريحات الإيجابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن اقتراب التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا كافية لإحداث تحول واضح في الاتجاه، خاصة مع اعتراف الأطراف المعنية بوجود ملفات خلافية جوهرية دون حل. وأكد ترامب يوم الأحد
“نقترب كثيرًا، وربما بشكل كبير، من التوصل إلى اتفاق ينهي الصراع.”
في المقابل، تبرز مخاوف فائض المعروض كعامل ضغط رئيسي على آفاق النفط متوسطة وطويلة الأجل، إذ حذّرت مؤسسات التنبؤ والأسواق من احتمال تجاوز المعروض العالمي للطلب خلال عام 2026، مدفوعًا بارتفاع إنتاج الدول من خارج تحالف أوبك+ وتراجع زخم النمو الاقتصادي العالمي.ورغم هذه الصورة السلبية نسبيًا، تلقّت الأسعار دعمًا إضافيًا من تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، حيث كثّفت واشنطن إجراءاتها ضد صادرات النفط الفنزويلية، مستهدفة الشحنات والمشترين، ما ساهم في تشديد الإمدادات من أحد أعضاء أوبك، ولو بشكل مؤقت.
التحركات السعرية للنفط
ارتفعت عقود خام برنت الآجلة لشهر فبراير بنسبة 0.9% لتسجل 61.19 دولار للبرميل، بينما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط بالنسبة نفسها إلى 57.27 دولار للبرميل، بعد هبوط حاد تجاوز 2.5% في جلسة الجمعة الماضية، في محاولة فنية لالتقاط الأنفاس بعد موجة بيع قوية.
ويتوقع المحللون أن تبقى أسعار النفط ضمن نطاقات ضيقة على المدى القريب مع ميل إلى التقلب، في ظل غياب محفزات قوية لدفع الأسعار صعودًا أو هبوطًا بشكل حاسم، فيما قد تحد مخاوف فائض المعروض على المدى المتوسط من أي موجات ارتفاع ما لم تطرأ تطورات جيوسياسية مفاجئة.

الذهب تحت ضغط جني الأرباح
تراجعت أسعار الذهب بشكل طفيف خلال التعاملات اليوم، في حركة تصحيحية محدودة بعد تسجيل المعدن مستويات قياسية جديدة في الجلسة السابقة، وسط جني بعض المستثمرين للأرباح وارتفاع محدود في قيمة الدولار الأميركي. ورغم هذا التراجع، حافظ الذهب على زخمه الإيجابي بشكل عام، مدعومًا باستمرار التوترات الجيوسياسية وتزايد التوقعات بخفض الفائدة الأميركية، وهو ما يعزز جاذبيته كملاذ آمن.
سجل سعر الذهب الفوري انخفاضًا بنسبة 0.4% إلى 4,513.55 دولار للأوقية، فيما تراجعت عقود الذهب الآجلة لشهر فبراير بنسبة 0.3% إلى 4,536.80 دولار للأوقية. ورغم التراجع اليومي، أنهت أسعار الذهب الأسبوع الماضي على مكاسب قوية بلغت نحو 4.5%، في إشارة إلى استمرار الاتجاه الصاعد على المدى المتوسط والطويل. ويُعزى الأداء القوي للذهب إلى القناعة المتزايدة بأن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يقترب من بدء دورة خفض إضافية لأسعار الفائدة خلال العام المقبل، وهو ما يقلل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب ويعزز الطلب عليه. كما دعم ضعف الدولار الأميركي الاتجاه الصاعد للذهب خلال العام الجاري
ملخص التحركات السعرية للمعادن والطاقة – الاثنين 29 ديسمبر
| المعدن / السلعة |
السعر الحالي |
نسبة التحرك |
الاتجاه |
| الذهب الفوري |
4,513.55 |
−0.4% |
منخفض |
| الذهب الآجل (فبراير) |
4,536.80 |
−0.3% |
منخفض |
| الفضة |
79.20 |
+0.6% |
مرتفع |
| البلاتين |
1,185.00 |
−0.2% |
منخفض |
| البلاديوم |
1,365.00 |
+0.4% |
مرتفع |
| خام برنت |
61.19 |
+0.9% |
مرتفع |
| خام غرب تكساس الوسيط |
57.27 |
+0.9% |
مرتفع |

