النفط بين ضغوط المعروض وآمال التهدئة التجارية: الأسواق تترقب إشارات جديدة
استقرت أسعار النفط في تداولات اليوم الثلاثاء بعد تقلبات حادة خلال الأيام الماضية، إذ يسعى المتداولون لقراءة التوازن الدقيق بين وفرة الإمدادات من جهة،
ومحاولات التهدئة بين واشنطن وبكين من جهة أخرى، بينما تبقى المخاوف من ضعف الطلب العالمي قائمة.
تحركات الأسعار اليوم
شهدت الجلسة الآسيوية ارتفاعًا طفيفًا في الأسعار، حيث صعد خام برنت بنسبة 0.3% إلى نحو 63.60 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.4% إلى 59.25 دولارًا للبرميل،
مدعومًا بتراجع طفيف في مؤشر الدولار وعودة شهية المخاطرة للأسواق.
ويقول متداولون إن الحركة الحالية تأتي في إطار تصحيح فني محدود بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بالنفط الأسبوع الماضي، عندما تراجعت الأسعار إلى أدنى مستوياتها في خمسة أشهر بسبب تصاعد الحرب التجارية
بين الولايات المتحدة والصين.

جهود دبلوماسية تخفف من قلق الأسواق
تترقب الأسواق اللقاء المرتقب بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ في كوريا الجنوبية خلال الأسابيع المقبلة، بعد أن أكد وزير الخزانة الأمريكي أن الجانبين عازمان على “إعادة بناء الجسور الاقتصادية”.
هذه الإشارات الإيجابية ساعدت في تهدئة بعض المخاوف من اندلاع موجة تجارية جديدة قد تؤثر على الطلب العالمي على الطاقة، لا سيما بعد أن أثارت تهديدات ترامب بفرض رسوم بنسبة 100% على الواردات الصينية
ردودًا قوية من بكين.
ضغوط الإمدادات ما تزال قائمة
ورغم هذا الارتداد الطفيف، لا تزال الأسواق تواجه ضغوطًا من وفرة المعروض.
فقد أظهرت بيانات “أوبك+” الأخيرة ارتفاع إنتاج روسيا وعدد من الدول الأعضاء بشكل مطرد، مع توقع المنظمة أن يتوازن العرض والطلب بحلول عام 2026 بعد أن كانت تتوقع عجزًا في الإمداد.
وفي الوقت ذاته، انخفضت علاوة المخاطر الجيوسياسية بعد التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس، مما خفّف من الضغوط التصاعدية التي كانت تدعم الأسعار في الأسابيع السابقة.

توقعات السوق المستقبلية
يرى المحللون أن الأسعار ستبقى محصورة في نطاق ضيق على المدى القصير ما لم تظهر إشارات قوية على تحسن في الطلب الآسيوي أو انخفاض ملموس في المخزونات الأمريكية،
التي ستصدر بياناتها الرسمية في وقت لاحق هذا الأسبوع.
ويعتقد محللو الطاقة أن نقطة التوازن الحرجة للنفط في الربع الرابع ستكون بين 58 و64 دولارًا للبرميل، وهي المنطقة التي قد تشهد منها الأسواق انعكاسًا صعوديًا إذا أثبتت البيانات القادمة تحسن الطلب العالمي
