العملات الآسيوية تتحرك بحذر مع استقرار الدولار وترقّب قرارات بنك اليابان
تحركت معظم العملات الآسيوية ضمن نطاقات محدودة خلال تداولات الخميس، في وقت استقر فيه الدولار بعد مكاسب طفيفة سجّلها ليل الأربعاء، مع استمرار الأسواق في
هضم قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة والتوقعات المستقبلية لسياسته النقدية.

الين الياباني يترقّب قرارات بنك اليابان وبيانات التضخم
حافظ الين الياباني على مكاسبه التي حققها هذا الأسبوع، إذ استقر زوج الدولار/ين عند مستوى 146.98 ين صباح الخميس، مع تحوّل الأنظار إلى اجتماع بنك اليابان للسياسة النقدية
المقرر اختتامه يوم الجمعة، بالتزامن مع صدور بيانات التضخم الرئيسية.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي بنك اليابان أسعار الفائدة دون تغيير، خاصة في ظل حالة عدم اليقين السياسي التي تلت استقالة رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا المفاجئة مطلع سبتمبر.
ورغم ذلك، تستعد الأسواق لاحتمال صدور تصريحات متشددة من البنك المركزي، مع بقاء معدلات التضخم مرتفعة، ما يعزز الرهانات برفع الفائدة مجدداً قبل نهاية العام.
وينتظر المستثمرون صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك لشهر أغسطس قبل قرار البنك، والتي يُتوقع أن تؤكد استمرار الضغوط التضخمية، مع بقاء التضخم الأساسي أعلى بكثير
من هدف بنك اليابان السنوي البالغ 2%.

استقرار الدولار بعد قرار الفيدرالي
استقر مؤشر الدولار وعقود مؤشره الآجلة يوم الخميس، بعد مكاسب محدودة خلال الليل أعقبت قرار الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس،
وهو ما كان متوقعاً على نطاق واسع.
وكانت العملة الأمريكية قد تراجعت إلى أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات ونصف قبيل القرار، لكنها ارتدت بقوة بعد الإعلان.
أشار الفيدرالي إلى تزايد الضغوط في سوق العمل، ملمحاً إلى إمكانية خفض إضافي لأسعار الفائدة لمنع أي تباطؤ أكبر. إلا أنه تبنى نهجاً أكثر توازناً من
الدعوات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي كان يضغط من أجل تخفيض أكبر.
وأكد رئيس الفيدرالي، جيروم باول، على استمرار الحذر بشأن آفاق الاقتصاد وسط تباطؤ سوق العمل ومخاطر التضخم المتواصلة. وكان ستيفن ميران،
العضو الذي عيّنه ترامب حديثاً، الصوت الوحيد المعارض داخل لجنة السياسة النقدية المكونة من 12 عضواً، حيث دعا إلى خفض بواقع 50 نقطة أساس
استجابة لدعوات الرئيس لتيسير قوي، وهو ما لم يحظَ بدعم باقي الأعضاء.
أداء العملات الآسيوية الأخرى
ظلت العملات الآسيوية الأخرى متباينة، إذ توازن المستثمرون بين التوقعات الإيجابية لانخفاض أسعار الفائدة الأمريكية وما تحمله المخاطر الاقتصادية الأمريكية من تأثير على شهية المخاطرة.
ارتفع اليوان الصيني بنسبة 0.1% مقابل الدولار، بعدما لامس أعلى مستوى له في نحو عشرة أشهر بدعم من السياسات التحفيزية في بكين.
تراجع الدولار النيوزيلندي 0.6% بعد بيانات أظهرت انكماش اقتصاد نيوزيلندا في الربع الثاني.
انخفض الدولار الأسترالي 0.1% رغم وصوله في وقت سابق إلى أعلى مستوى له في عشرة أشهر.
صعدت الروبية الهندية 0.3% أمام الدولار لكنها بقيت دون مستوى 88 روبية، بعد سلسلة من القمم التاريخية في سبتمبر.
ارتفع الوون الكوري الجنوبي 0.3%، بينما زاد الدولار السنغافوري 0.1%.
في المقابل، تعززت جاذبية الملاذات الآمنة مثل الذهب والين الياباني، إذ يدعم احتمال المزيد من خفض الفائدة الأمريكية الإقبال على الأصول الدفاعية،
فيما تبقى الأسواق في حالة ترقب لقرارات بنك اليابان وبيانات التضخم المرتقبة.
