الذهب يلامس مستوى 4,000 دولار للأونصة… وبنك أوف أمريكا يرفع توقعاته إلى 5,000 دولار
شهدت أسعار الذهب صباح اليوم قفزة قوية في العقود الآجلة، حيث لامست مستوى 4,000 دولار للأونصة للمرة الأولى تاريخيًا، قبل أن تتراجع قليلًا إلى حدود 3,996 دولارًا مع حفاظها على مكاسب بنسبة 0.50%.
بنوك الاستثمار ترفع سقف التوقعات
كانت مؤسسات الاستثمار العالمية تتوقع بلوغ الذهب مستوى 4,000 دولار خلال العام المقبل، إلا أن بنك أوف أمريكا فاجأ الأسواق يوم أمس بتحديث توقعاته، محددًا الهدف التالي عند 5,000 دولار للأونصة.
وأشار البنك في تقريره إلى أن الزخم الصعودي للذهب بدأ يُظهر علامات تباطؤ فني مع اقتراب الأسعار من مستوى 4,000 دولار، مضيفًا أن المعدن الأصفر “اختراق سابقًا تشكيلًا فنيًا مثلثيًا،
مما أطلق موجة صعود قوية وصلت إلى أهدافها الرئيسية بالفعل”.
وأضاف محللو البنك:
“تشير المؤشرات التقنية على مختلف الأطر الزمنية إلى حالة من الإرهاق الصعودي، مع احتمالية لتصحيح محدود قبل استئناف المسار نحو الأعلى.”

إشارات فنية تحذّر من التراجع القصير
أوضح التقرير أن الذهب ارتفع لسبعة أسابيع متتالية، وهو نمط تاريخيًا ما يتبعه ضعف مؤقت في الأداء. فمنذ عام 1983، تراجع الذهب في 11 من أصل 11 حالة بعد أربعة أسابيع من الارتفاع المتواصل، وفي 10 من أصل 11 مرة بعد خمسة أسابيع.
كما لفت البنك إلى أن المعدن النفيس يتداول حاليًا بنحو 21% فوق متوسطه المتحرك لـ200 يوم، و70% فوق متوسطه المتحرك لـ200 أسبوع، وهي مستويات غالبًا ما تسبق قممًا سعرية مؤقتة.
في حين أظهر مؤشر القوة النسبية RSI على مدى 14 يومًا و14 أسبوعًا إشارات تشبّع شرائي وتباينات هبوطية.
الذهب يستفيد من اضطرابات السياسة العالمية
في تداولات اليوم الآسيوية، حافظ الذهب الفوري على مكاسبه ليتداول قرب 3,975 دولارًا للأونصة، بينما صعدت العقود الآجلة لشهر ديسمبر إلى 3,998 دولارًا للأونصة، بعد أن بلغت ذروتها عند 4,000.05 دولار.
وجاء هذا الدعم وسط تزايد الطلب على الملاذات الآمنة مع تصاعد الاضطرابات السياسية في الولايات المتحدة، وفرنسا، واليابان.
ففي واشنطن، استمر إغلاق الحكومة الأمريكية دون حلول تلوح في الأفق، بينما واجهت فرنسا أزمة حكومية جديدة عقب استقالة رئيس الوزراء سيباستيان ليكورنو، في حين شهدت اليابان تحولًا تاريخيًا بتولي ساناي تاكايتشي زعامة الحزب الحاكم، ما يجعلها مرشحة لتكون أول رئيسة وزراء في البلاد.
ورغم أن هذه التطورات دفعت الأسهم اليابانية للصعود، إلا أن الين الياباني تراجع بشكل حاد نتيجة المخاوف من زيادة الإنفاق والتحفيز المالي المرتقب.
الطلب الصيني يعزز الأسعار
كما دعمت عمليات شراء الذهب من قبل بنك الشعب الصيني الأسعار العالمية، إلى جانب تزايد الرهانات على خفض إضافي للفائدة الأمريكية، وهو ما جعل المستثمرين أكثر ميلًا نحو الذهب كتحوّط ضد تراجع العائد على الدولار.
المعادن الأخرى تتبع الاتجاه الصعودي
لم تكن مكاسب الذهب معزولة؛ إذ ارتفع البلاتين الفوري بنسبة 0.5% إلى 1,632.5 دولار للأونصة، والفضة بنسبة 0.1% إلى 48.55 دولارًا للأونصة.
أما النحاس فقد واصل مكاسبه في بورصة لندن بنسبة 0.7% إلى 10,724 دولارًا للطن، بينما ارتفع في كومكس بنسبة 0.8% إلى 5.08 دولار للرطل.

