الدولار الأسترالي يصعد لأعلى مستوى منذ ثلاثة أسابيع وسط بيانات تضخم قوية
شهدت العملة الأسترالية الدولار الأسترالي ارتفاعًا واسع النطاق في السوق الأوروبية يوم الأربعاء مقابل سلة من العملات العالمية، لتواصل مكاسبها لليوم السادس على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، مسجلة أعلى مستوى لها منذ ثلاثة أسابيع. جاء هذا الارتفاع وسط نشاط شراء الدولار الأسترالي كأحد أفضل الفرص الاستثمارية في سوق الصرف الأجنبي، خاصة بعد صدور بيانات تضخم مرتفعة في أستراليا
جددت تلك البيانات الضغوط التضخمية على صانعي السياسة النقدية في بنك الاحتياطي الأسترالي، وقلّصت من احتمالات خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع نوفمبر المقبل. حيث سجل الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي ارتفاعًا بنسبة 0.4% ليصل إلى 0.6608، وهو الأعلى منذ 9 أكتوبر الجاري، بعد أن افتتح تعاملات اليوم عند 0.6583 وسجل أدنى مستوى عند 0.6579. وكان الدولار الأسترالي قد أنهى تعاملات يوم الثلاثاء مرتفعًا بنسبة 0.45% مقابل الدولار الأمريكي، في خامس مكسب يومي على التوالي، مدفوعًا بتطورات تجارية إيجابية بين الولايات المتحدة والصين

أظهرت البيانات الصادرة عن المكتب الأسترالي للإحصاء أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 1.3% في الربع الثالث، بأعلى وتيرة منذ الربع الأول من عام 2023، متجاوزًا توقعات السوق التي أشارت إلى ارتفاع بنسبة 1.1%، بعد أن سجل المؤشر ارتفاعًا بنسبة 0.7% في الربع الثاني. وعلى أساس سنوي، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الإجمالي بنسبة 3.5% في سبتمبر، بأعلى وتيرة منذ يوليو 2024، متجاوزًا توقعات السوق التي أشارت إلى ارتفاع بنسبة 3.1%، بعد زيادة بنسبة 3.0% في أغسطس. تعكس هذه البيانات استمرار ارتفاع الأسعار وتسارع التضخم، مع خروج التضخم عن النطاق المستهدف لبنك الاحتياطي الأسترالي بين 2 و3% على المدى المتوسط، مما يقلّص احتمالات خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المتبقية من هذا العام.
عقب صدور البيانات، تراجع تسعير احتمالات قيام البنك بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في نوفمبر المقبل من 70% إلى 25%. وكان بنك الاحتياطي الأسترالي قد أبقى أسعار الفائدة ثابتة عند 3.60% في سبتمبر، بعد أن خفّضها ثلاث مرات هذا العام، في انتظار المزيد من البيانات الاقتصادية قبل اتخاذ أي قرار جديد.
قال آدم بوينتون، رئيس قسم الاقتصاد الأسترالي في بنك إيه إن زد، إنه إذا ثبت أن أداء الاقتصاد أضعف بكثير مما هو متوقع، فإن بنك الاحتياطي الأسترالي لديه خيار تيسير السياسة النقدية في ديسمبر، لكن العتبة لأي خفض للفائدة هذا العام أصبحت مرتفعة للغاية. وأضاف بوينتون أن المسار الأكثر ترجيحًا للسياسة سيكون خفضًا نهائيًا بمقدار 25 نقطة أساس خلال النصف الأول من عام 2026، مع احتمالية أن يتأخر هذا الخفض عن فبراير أو قد لا يحدث على الإطلاق حسب تطورات الاقتصاد.
