الدولار الأسترالي يحقق قفزة قوية بعد تثبيت الفائدة وتحذيرات رسمية من التضخم
شهد الدولار الأسترالي ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات الأسواق الآسيوية يوم الثلاثاء، ليصل إلى أعلى مستوياته في نحو ثلاثة أشهر أمام الدولار الأمريكي، مدعومًا بقرار بنك الاحتياطي الأسترالي الإبقاء
على أسعار الفائدة دون تغيير، بالتزامن مع تحذيرات واضحة من استمرار المخاطر التضخمية داخل الاقتصاد وجاء هذا الصعود بعد توقف مؤقت لموجة الارتفاعات خلال جلسة يوم الاثنين، نتيجة عمليات
جني أرباح محدودة، قبل أن تعود العملة الأسترالية إلى مسارها الصاعد بقوة مع عودة شهية الشراء إلى السوق.
ارتفاعات مدفوعة بإشارة نقدية حذرة
قفز الدولار الأسترالي بنسبة 0.4% ليسجّل مستوى 0.6649 مقابل الدولار الأمريكي، وهو أعلى مستوى له منذ منتصف سبتمبر، بعد أن افتتح التعاملات عند 0.6621، وسجّل أدنى مستوى يومي عند 0.6608.
وكانت العملة قد سجلت أول خسارة يومية لها في خمسة أيام خلال جلسة الاثنين بانخفاض بلغ 0.25%، في إطار تصحيح محدود ضمن الاتجاه الصاعد العام.

الاحتياطي الأسترالي يواصل تثبيت الفائدة للمرة الثالثة
قرّر بنك الاحتياطي الأسترالي الإبقاء على سعر الفائدة النقدي دون تغيير عند مستوى 3.60%، وذلك للاجتماع الثالث على التوالي، في خطوة جاءت متوافقة مع توقعات الأسواق وبإجماع أعضاء لجنة السياسة النقدية.
وأوضح البنك أن هذا القرار جاء نتيجة موازنة دقيقة بين استمرار ضغوط التضخم من جهة، وتحسن مؤشرات النشاط الاقتصادي من جهة أخرى، لافتًا إلى أن مخاطر التضخم باتت تميل نحو الارتفاع خلال الفترة الأخيرة،
رغم التراجع الكبير الذي شهده التضخم مقارنة بذروته في عام 2022.
التضخم يعود للواجهة رغم تحسنه عن الذروة
أشار البنك في بيانه إلى أن التضخم، ورغم ابتعاده بشكل واضح عن مستوياته القياسية، إلا أنه عاد مؤخرًا إلى الارتفاع مع ظهور مؤشرات على اتساع نطاق الضغوط السعرية عبر عدد من القطاعات، ما يستدعي مراقبة
دقيقة لمساره خلال الفترة المقبلة قبل اتخاذ أي خطوات إضافية في السياسة النقدية.
الاقتصاد الأسترالي يواصل التعافي بدعم الاستهلاك والإسكان
في المقابل، لفت الاحتياطي الأسترالي إلى أن النشاط الاقتصادي لا يزال في مسار تعافٍ مدفوع بقوة الطلب الخاص في الاستهلاك والاستثمار، إضافة إلى التحسن المستمر في سوق الإسكان، ما يوفر قاعدة داعمة للنمو خلال المرحلة المقبلة.
رئيسة البنك: القرار الحالي هو الإبقاء والانتظار
أكدت رئيسة بنك الاحتياطي الأسترالي ميشيل بولوك أن الاجتماع الأخير لم يشهد أي نقاش حول خفض أو رفع أسعار الفائدة، وأن القرار الوحيد المطروح كان الإبقاء على المستويات الحالية.
وأضافت أن بيانات التضخم الأخيرة جاءت أعلى من المتوقع بشكل ملموس، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة، حتى وإن كان جزء منها مرتبطًا بعوامل مؤقتة، مؤكدة في الوقت ذاته أن
السياسة النقدية ستبقى مرهونة بتطور البيانات الاقتصادية المقبلة، خصوصًا ما يتعلق بالتضخم، الطلب المحلي وسوق العمل وأوضحت أن سعر الفائدة الحالي يُعد “قليل التقييد”، إلا أن الأثر الكامل لخفض
الفائدة السابق لم يتجلَّ بعد، الأمر الذي يجعل نهج الانتظار والمراقبة هو الأنسب في المرحلة الحالية.

توقعات 2026: الأسواق تعيد تسعير سيناريو الرفع
تشير التقديرات السائدة في الأسواق المالية إلى ترجيح استمرار تثبيت أسعار الفائدة الأسترالية لفترة طويلة خلال عام 2026، ما لم تحدث تغيرات جوهرية في مسار التضخم أو النمو الاقتصادي.
وفي الوقت الراهن، تسعّر الأسواق احتمال رفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في فبراير 2026 عند مستويات دون 50%، فيما يترقّب المستثمرون صدور بيانات التضخم، البطالة والأجور خلال
الأشهر المقبلة لإعادة ضبط تلك التوقعات.

www.infinityecn.com