البيتكوين تهبط دون 100 ألف دولار لأول مرة منذ يونيو وسط موجة بيع واقعية
تراجعت عملة البيتكوين مجددًا خلال تعاملات الثلاثاء، لتسجل انخفاضًا حادًا بنسبة 7.4% متراجعةً دون مستوى 100,000 دولار للمرة الأولى منذ شهر يونيو الماضي، في هبوط يعيد الأسواق
الرقمية إلى دائرة القلق بعد موجة الانتعاش القوية التي استمرت خلال الصيف وبهذا التراجع، تكون أكبر عملة رقمية في العالم قد فقدت أكثر من 20% من قيمتها مقارنة بأعلى مستوى تاريخي كانت
قد بلغته قبل نحو شهر، ما يشير إلى دخولها رسميًا في نطاق التصحيح الفني
هبوط مختلف عن موجة أكتوبر
ورغم أن البيتكوين استعادت جزءًا طفيفًا من خسائرها خلال تداولات صباح الأربعاء في الأسواق الآسيوية، إلا أنها ما تزال تبحث عن نقطة توازن مستقرة وسط ضبابية المشهد في سوق العملات الرقمية.
ويُعد هذا الهبوط مختلفًا بطبيعته عن الانهيار الحاد الذي شهدته الأسواق في أكتوبر الماضي، إذ كان التراجع آنذاك ناتجًا عن تصفية جماعية لمراكز الرافعة المالية في العقود الآجلة، بينما جاء الانخفاض
الحالي نتيجة عمليات بيع هادئة ولكن مستمرة في السوق الفوري (Spot Market)، ما يعكس تغيرًا في سلوك المتداولين وتراجع شهية المخاطرة بشكل عام.

يشير هذا التغير في النمط إلى أن السوق يشهد الآن مرحلة إعادة تقييم فعلية لقيمة البيتكوين، بعيدًا عن الحركات العشوائية التي كانت تصاحب الاضطرابات السابقة.
ويرى محللون أن هذا النوع من التراجع “البطيء والمستمر” غالبًا ما يكون أكثر استدامة من التصحيحات المفاجئة، لأنه يعكس عمليات جني أرباح حقيقية من المستثمرين
الكبار وليس فقط تصفيات قسرية لمراكز الرافعة المالية كما أشار بعض المحللين إلى أن ثقة السوق تأثرت بتباطؤ تدفقات رؤوس الأموال الجديدة إلى صناديق الأصول الرقمية
خلال الأسابيع الأخيرة، بالتزامن مع قوة الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد السندات الأميركية، ما زاد الضغط على الأصول عالية المخاطر.
-
المستوى الفني الحرج: 100,000 دولار أصبح حاجزًا نفسيًا رئيسيًا للسوق، وكسره يفتح المجال لمزيد من الهبوط نحو منطقة 94,000 – 96,000 دولار.
-
الدعم القصير المدى: توجد مؤشرات فنية على احتمال ارتداد مؤقت، لكن الاتجاه العام يبقى هابطًا على المدى القصير.
-
العوامل الضاغطة: استمرار التشدد في السياسة النقدية الأمريكية، وضعف تدفقات رؤوس الأموال نحو صناديق الكريبتو.

ما يحدث في سوق البيتكوين حاليًا لا يمثل “انهيارًا مفاجئًا”، بل تصحيحًا واقعيًا بعد فترة مبالغ فيها من الصعود.
ورغم القلق القصير المدى، يرى بعض المراقبين أن هذا النوع من التراجعات قد يشكّل قاعدة انطلاق جديدة في
حال استعاد المستثمرون الثقة وبدأت التدفقات المؤسسية بالعودة تدريجيًا إلى السوق.

www.infinityecn.com