استمرار صعود S&P 500 تفاؤل مدعوم بالأرقام واتساع المكاسب في السوق الأمريكي
يواصل مؤشر S&P 500 ترسيخ مساره الصاعد بدعم من مزيج متوازن من العوامل الاقتصادية الكلية وتحسن أساسيات الشركات، في وقت تتزايد فيه
قناعة بعض المحللين – ومنهم روس – بأن البيئة الحالية مواتية لتوسّع المكاسب عبر القطاعات والأنماط الاستثمارية، وليس فقط في الأسهم القيادية.
ويستند هذا التفاؤل إلى قراءة شاملة للسوق من منظور “من أعلى إلى أسفل” ومن “أسفل إلى أعلى”، ما يعزز فرص استمرار الزخم الإيجابي خلال المرحلة المقبلة.
أداء المؤشر وتحركاته الأخيرة
على صعيد الأداء، سجّل مؤشر S&P 500 مكاسب ملحوظة خلال الجلسات الأخيرة، مع ارتفاعات يومية تراوحت بين 0.6% و1% في عدة جلسات، ليستقر قرب
قمم تاريخية جديدة. هذا الصعود جاء بالتوازي مع أداء إيجابي لمؤشر ناسداك الذي حقق مكاسب تجاوزت 1% في بعض الجلسات، ما يعكس تحسن الشهية
للمخاطرة وعودة الزخم إلى أسهم النمو، إلى جانب تحسن ملحوظ في أسهم القطاعات الدورية والدفاعية على حد سواء.
انخفاض التضخم ودوره في دعم الأسواق
أحد أبرز محركات هذا التفاؤل يتمثل في تباطؤ وتيرة التضخم الأمريكي، حيث أظهرت البيانات الأخيرة تراجع معدلات التضخم إلى مستويات أقل من التوقعات،
ما خفف الضغوط على السياسة النقدية. هذا التراجع عزز رهانات الأسواق على اقتراب مرحلة خفض أسعار الفائدة أو على الأقل تثبيتها لفترة أطول، وهو عامل
تاريخياً داعم لأسواق الأسهم، خصوصاً المؤشرات الواسعة مثل S&P 500.
العوائد وأسعار الطاقة… عامل دعم إضافي
إلى جانب التضخم، ساهم تراجع عوائد السندات الأمريكية طويلة الأجل – مع استقرار عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات قرب نطاق 4.1% – 4.3% – في تحسين
تقييمات الأسهم وخفض تكلفة التمويل على الشركات. كما لعبت أسعار الطاقة المنخفضة نسبيًا دورًا مهمًا في تقليص الضغوط على هوامش الأرباح، خاصة في
القطاعات الصناعية والاستهلاكية، ما انعكس إيجابًا على توقعات الأرباح المستقبلية.
منحنى العائد واتساع فروق الائتمان
يشير المحللون أيضًا إلى أن تحسن شكل منحنى العائد واتجاهه نحو مزيد من الانحدار، إضافة إلى تراجع فروق الائتمان، يعكسان تحسن الثقة في النمو الاقتصادي
واستقرار الأوضاع المالية. هذه التطورات تقلل من مخاطر الركود، وتدعم انتقال السيولة نحو الأسهم، لا سيما تلك ذات القيمة السوقية المتوسطة والصغيرة، ما
يفتح الباب أمام توسّع المكاسب خارج نطاق الأسهم الكبرى فقط.

تفاؤل من أعلى إلى أسفل ومن أسفل إلى أعلى
من منظور “أعلى إلى أسفل”، تبدو البيئة الاقتصادية الكلية أكثر دعمًا للأسواق مقارنة بالفترات السابقة، مع تضخم أقل، وعوائد أكثر استقرارًا، وأسعار طاقة مريحة.
أما من منظور “أسفل إلى أعلى”، فتظهر بيانات الأرباح وتحسن أداء عدد متزايد من القطاعات – مثل الصناعة، والمالية، وبعض أسهم القيمة – أن الصعود لم يعد
محصورًا في عدد محدود من الشركات، بل بات أكثر اتساعًا وشمولية داخل المؤشر.
خلاصة
في المحصلة، يرى روس أن اجتماع هذه العوامل – انخفاض التضخم، استقرار العوائد، تراجع أسعار الطاقة، وتحسن مؤشرات الائتمان – يشكّل أرضية صلبة لاستمرار
صعود مؤشر S&P 500 خلال الفترة المقبلة. ومع اتساع نطاق المشاركة في المكاسب عبر القطاعات والأنماط الاستثمارية، يزداد احتمال استمرار الزخم الإيجابي،
مدعومًا بثقة المستثمرين وتحوّل السيولة نحو السوق الأمريكي بشكل أوسع وأكثر توازنًا.
