أسعار النفط تواصل مكاسبها بدعم من توقف صادرات كردستان وتراجع المخزونات الأمريكية
واصلت أسعار النفط ارتفاعها في التداولات الآسيوية يوم الأربعاء، مدفوعة بعوامل جيوسياسية واقتصادية متداخلة، أبرزها تعليق اتفاق استئناف صادرات الخام من
إقليم كردستان العراق، وانخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات النفط الأمريكية، إلى جانب تصاعد التوترات المتعلقة بروسيا والتي عززت مخاوف تشديد الإمدادات العالمية.

أداء أسعار النفط
بحلول الساعة 04:23 صباحًا بتوقيت السعودية، ارتفعت عقود خام برنت لشهر نوفمبر بنسبة 0.4% إلى 67.88 دولار للبرميل،
كما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بالنسبة ذاتها إلى 63.68 دولار للبرميل.
وكان كلا العقدين قد حققا مكاسب تتجاوز 1.5% أو ما يعادل دولارًا واحدًا في جلسة الثلاثاء.
وفي تداولات لاحقة، سجلت العقود الآجلة للنفط الخام في بورصة نيويورك انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.32% إلى 63.61 دولار للبرميل، مع نطاق دعم متوقع عند 61.85 دولار
ومقاومة عند 63.89 دولار. كما هبط سعر برنت لشهر نوفمبر بنسبة 0.28% إلى 67.82 دولار للبرميل، ليبلغ فارق السعر (السبريد) بين خام برنت وغرب تكساس نحو 4.21 دولار للبرميل.
توقف صادرات كردستان وتأثيرها على السوق
تأجل اتفاق إعادة تدفق نحو 230 ألف برميل يوميًا من النفط الكردي عبر تركيا، بعد رفض المنتجين استئناف الشحنات من دون الحصول على ضمانات لتسديد المتأخرات.
وأسهم هذا التوقف في تهدئة مخاوف فائض المعروض على المدى القصير، مما دعم الأسعار بعد فترة من التقلبات.

تراجع المخزونات الأمريكية
أضافت بيانات معهد البترول الأمريكي دعمًا إضافيًا للأسعار؛ إذ أظهرت انخفاض مخزونات النفط الخام بمقدار 3.82 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 19 سبتمبر،
متجاوزًا توقعات المحللين البالغة 3.4 مليون برميل. كما انخفضت مخزونات البنزين رغم ارتفاع المقطرات بشكل طفيف، ما يعكس مرونة في الطلب وتوازنًا أكثر إحكامًا في السوق الأمريكية، أكبر مستهلك للنفط عالميًا.
مخاوف المعروض العالمي وتوقعات الوكالات
ورغم الدعم المؤقت للأسعار، لا تزال المخاوف بشأن فائض المعروض قائمة؛ إذ تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ترتفع الإمدادات العالمية بوتيرة أسرع هذا العام، مع احتمالية
اتساع الفائض في عام 2026 بفعل زيادة إنتاج أعضاء أوبك+ ونمو الإمدادات من خارج المجموعة.
المخاطر الجيوسياسية الروسية
زاد التوتر الجيوسياسي من احتمالات تشديد الإمدادات، خصوصًا بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي دعا فيها دول الناتو
لإسقاط الطائرات الروسية في حال انتهاكها المجال الجوي للحلف، مؤكدًا أن أوكرانيا قادرة على استعادة كامل أراضيها من روسيا.
اعتُبرت هذه التصريحات تصعيدًا حادًا في الموقف الأمريكي، ما قد يمهد لمزيد من العقوبات على صادرات الطاقة الروسية ويؤدي إلى تقليص المعروض العالمي.
وفي سياق متصل، أفاد تقرير لوكالة بلومبرج بأن السلطات الروسية تدرس فرض قيود على صادرات الديزل لبعض الشركات بعد سلسلة هجمات بطائرات مسيّرة أوكرانية على منشآت الطاقة الروسية.
تحركات الدولار الأمريكي
ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.09% إلى 96.99، ما يضيف مزيدًا من التأثير على أسعار النفط
من خلال العلاقة العكسية التقليدية بين قوة الدولار وسعر الخام.
خلاصة
تظل أسعار النفط مدفوعة بمزيج من العوامل الداعمة: توقف صادرات كردستان، تراجع المخزونات الأمريكية، وتصاعد المخاطر الجيوسياسية المتعلقة بروسيا، رغم
بقاء مخاوف فائض المعروض العالمي على المدى المتوسط. هذا التوازن بين المخاطر والدعائم يضع السوق أمام فترة من التذبذب الحاد، مع ترقب المستثمرين لتطورات المعروض وسياسات أوبك+ في الأشهر المقبلة.

