أسعار النفط تقفز بقوة بعد العقوبات الأمريكية على عملاقي الطاقة في روسيا
ارتفعت أسعار النفط الخام بشكل حاد في التداولات الآسيوية المبكرة يوم الخميس، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض عقوبات مباشرة على شركتي النفط الروسيتين “روسنفت” و”لوك أويل”،
في خطوةٍ وصفتها الأسواق بأنها الأكثر تأثيرًا على الإمدادات العالمية منذ أشهر.
جاءت هذه التطورات لتمنح أسعار النفط دفعة قوية بعد تراجعها إلى أدنى مستوياتها في خمسة أشهر مطلع الأسبوع، في وقتٍ دعمت فيه بيانات المخزون الأمريكي الإيجابية الاتجاه الصعودي للأسعار.

تحركات الأسعار
قفزت عقود خام برنت الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 3% لتصل إلى 64.44 دولارًا للبرميل، بينما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بنسبة مماثلة إلى 60.26 دولارًا للبرميل، مدفوعة بآمال تقليص الإمدادات العالمية بعد فرض العقوبات الجديدة.
ويرى المتداولون أن هذا الصعود يعكس تحولًا في المعنويات بعد أسابيع من الضغوط البيعية الحادة التي هيمنت على السوق بسبب المخاوف من فائض المعروض وضعف الطلب العالمي.
العقوبات الأمريكية تشعل السوق من جديد
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية مساء الأربعاء عن فرض عقوبات على شركتي Lukoil وRosneft، وهما من أكبر منتجي النفط في روسيا، متهمةً إياهما بتمويل “آلة الحرب الروسية في أوكرانيا”.
وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت إن الوزارة “لن تتردد في اتخاذ مزيد من الخطوات ضد موسكو إذا استمرت في تمويل الصراع”، مشيرًا إلى أن العقوبات تهدف إلى إضعاف القدرات المالية لروسيا وخفض
قدرتها على تصدير النفط الخام إلى الأسواق العالمية.
ويتوقع محللون أن تؤدي هذه العقوبات إلى انخفاض فعلي في حجم المعروض النفطي العالمي، في ظل اعتماد العديد من الدول على الخام الروسي، ما قد يعيد التوازن إلى السوق بعد أشهر من التخمة.
تحوّل في نهج إدارة ترامب تجاه روسيا
تشكل هذه العقوبات تحولًا سياسيًا واقتصاديًا مهمًا في موقف إدارة ترامب، إذ لم يسبق للرئيس الأمريكي أن فرض إجراءات مباشرة ضد قطاع الطاقة الروسي خلال ولايته الثانية.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعكس تصاعد التوترات بين واشنطن وموسكو، خاصة بعد رفض الكرملين الدعوات الأمريكية والدولية لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
كما تمثل هذه العقوبات رسالة مزدوجة إلى شركاء روسيا التجاريين الكبار مثل الهند والصين، حيث كانت واشنطن قد ضغطت في وقت سابق على نيودلهي لتقليص وارداتها من النفط الروسي،
بل وفرضت عليها تعريفات تجارية مشددة بسبب تلك المشتريات.
احتمالات تأثير أوسع في الأسواق العالمية
تتوقع تقارير ميدانية أن تؤدي هذه التطورات إلى إعادة رسم خريطة الإمدادات النفطية، خاصة إذا التزمت بعض الدول المستوردة بتقليص تعاملاتها مع روسيا.
وذكرت مصادر إعلامية أن الهند بدأت بالفعل دراسة خيارات بديلة للحصول على النفط الخام من مصادر في الشرق الأوسط والولايات المتحدة، ما قد يغيّر اتجاهات التجارة النفطية خلال الربع الأخير من العام.
ويرى محللون أن أي تصعيد إضافي في العقوبات الأمريكية أو توسعها لتشمل أطرافًا مالية وشركات نقل، سيؤدي إلى ارتفاع إضافي في الأسعار، خصوصًا في ظل انخفاض المخزونات الأمريكية واستمرار المخاوف
من نقص الإمدادات في الشتاء المقبل.

يبدو أن سوق النفط دخل مرحلة جديدة من التقلبات السياسية والاقتصادية، مع عودة التوتر بين واشنطن وموسكو إلى الواجهة.
وبينما استفادت الأسعار من موجة صعود حادة بعد إعلان العقوبات، يبقى الاتجاه القادم مرهونًا بمدى استجابة روسيا والدول المستوردة لهذه الإجراءات،
وبالبيانات الأمريكية القادمة حول الطلب والمخزون.
وفي حال استمرار القيود على النفط الروسي دون انفراجة دبلوماسية، فقد تتجه الأسعار إلى مستويات تتراوح بين 65 و68 دولارًا لبرنت خلال الأسابيع المقبلة.

www.infinityecn.com